نشرت في •آخر تحديث
سرعان ما تحولت المظاهرات إلى حرب أهلية دموية، قتلت وهجّرت الملايين وتحول الصراع إلى نقطة استقطاب إقليمي حيث هبت روسيا وإيران وحزب الله لنجدة دمشق.
في الجهة المقابلة أصبحت مناطق نفوذ المعارضة مرتعا لدخول تنظيمات متطرفة ومقاتلين أجانب من عدة جنسيات. فدخل داعش البلاد وأصبحت الرقة عاصمة له هناك.
بدخول الجماعات المسلحة في سوريا بقيادة هيئة تحرير الشام العاصمة السورية دمشق، سقط نظام الرئيس بشار الأسد الذي دام حكمه للبلاد أكثر من عقدين منهما 14 عاما من الحرب الأهلية المدمرة التي قسّمت البلاد إلى مناطق نفوذ وشتتت ملايين السوريين بين تهجير داخلي ولجوء في دول الجوار أو الخارج.
ويأتي سقوط الأسد في لحظة فارقة من تاريخ المنطقة كما يتقاطع مع الأشهرالأولى لحكمه الذي بدأ بشكل غير متوقع قبل 24 عاما حيث كان يُنظر إلى الرئيس الشاب على أنه زعيم إصلاحي شاب يأتي إلى السلطة بعد ثلاثين عاما من حكم والده حافظ الأسد الذي حكم سوريا بيد من حديد منذ توليه زمام الحكم بواسطة انقلاب عسكري عام 1970 حين كان وقتها وزير للدفاع.
كان الأسد الابن وقتها يبلغ من العمر 34 عاما ولم تكن حينها أية مؤشرات تنبئ بمسار سياسي لطبيب العيون هذا الهاوي لعالم التكنولوجيا والكمبيوتر وصاحب السلوك اللطيف.
في مارس 2011، شهدت البلاد مظاهرات تدعو لإسقاط نظام الحكم واجهتها السلطة بحملة قمع عنيفة على غرار الطريقة التي كان يستعملها الأسد الأب ضد معارضيه.
وسرعان ما تحولت المظاهرات إلى حرب أهلية دموية، قتلت وهجّرت مئات الآلاف وتحول الصراع إلى نقطة جذب واستقطاب إقليمي حيث هبت روسيا وإيران وحزب الله لنجدة النظام في دمشق.
في الجهة المقابلة أصبحت مناطق نفوذ المعارضة مرتعا لدخول تنظيمات متطرفة ومقاتلين أجانب من عدة جنسيات. فدخل داعش البلاد واتخذ الرقة عاصمة له في سوريا أما جبهة النصرة فقد سيطرت على إدلب قبل أن يتحول اسمها فيما بعد إلى هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني.
وقد أفادت منظمات حقوقية دولية بحدوث حالات تعذيب واسعة النطاق وإعدامات خارج نطاق القانون نفذتها الحكومة السورية داخل مراكز الاحتجاز التي تديرها الدولة إضافة لجرائم قتل وتعذيب واتجار بالبشر قامت بها أيضا بعض الجماعات المسلحة الأخرى.
وقد أسفرت هذا المواجهة الدموية عن مقتل قرابة نصف مليون شخص وتهجير نصف سكان البلاد البالغ عددهم 23 مليون نسمة. فقد نزح ملايين السوريين إلى الدول المجاورة مثل الأردن وتركيا والعراق ولبنان، إضافة إلى دولة أوروبية أيضا.
وبرحيل الرئيس السوري، ينتهي حكم آل الأسد الذي امتد على أكثر من نصف قرن وسط حالة من الغموض عما ستؤول إليه البلاد في قادم الأيام والسنين خصوصا مع وضع إقليمي متفجر مثخن بالحروب والتجاذبات السياسية والطائفية ناهيك عن التحديات الاقتصادية.