بقلم: يورونيوز
نشرت في
تشهد أميركا اللاتينية حراكا دبلوماسيا لاحتواء التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة وفنزويلا، بعدما برزت مبادرتان من برازيليا وميكسيكو سيتي لطرح وساطة مباشرة بين الطرفين، في محاولة لوقف الانزلاق نحو مواجهة عسكرية في المنطقة.
الرئيس البرازيلي: لنتجنب حربا أخوية
فقد أبدى الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الخميس 18 كانون الأول/ديسمبر، قلقا واضحا من تطورات المشهد، مؤكدا استعداده للتدخل كوسيط بين واشنطن وكراكاس بهدف الوصول إلى اتفاق سياسي يمنع ما وصفه بانفجار نزاع مسلح “داخل القارة الأميركية الجنوبية”.
وكشف لولا أن محادثة مرتقبة “من المحتمل” أن تتم مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب “قبل عيد الميلاد”، على أمل المساهمة في تجنّب ما سماه “حربا أخوية” داخل المنطقة اللاتينية.
المكسيك: مستعدون للوساطة
وبالتوازي مع التحرك البرازيلي، أعلنت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم، الخميس، استعداد المكسيك للتوسط بين الولايات المتحدة وفنزويلا.
وخلال مؤتمر صحافي، أكدت أن المكسيك ستعمل مع دول مهتمة داخل أميركا اللاتينية وخارجها للوصول إلى حل سلمي للأزمة، في إطار المساعي الدبلوماسية الهادفة إلى تجنب أي تصعيد مسلح أو أي تدخل أميركي في فنزويلا.
العمليات العسكرية في الكاريبي
المبادرة المزدوجة تأتي بعد توسع الانتشار العسكري الأميركي في بحر الكاريبي والمحيط الهادئ، لتنفيذ عمليات بحرية تقول واشنطن إنّها تستهدف منع تهريب المخدرات. هذا التحرك أثار ردود فعل قوية داخل فنزويلا، حيث اعتبر الرئيس نيكولاس مادورو أنّ الهدف الحقيقي من العمليات هو إسقاط حكومته.
وبينما تتواصل الأسئلة حول الإطار القانوني الذي تستند إليه واشنطن في تلك التحركات، تشير البيانات إلى أنّ هذه العمليات أدت منذ أيلول/سبتمبر الماضي إلى مقتل 95 شخصا على الأقل في حوادث مرتبطة بها، ما عزز المخاوف من اتساع رقعة الأزمة خارج حدود فنزويلا.
صراع سياسي داخل واشنطن ومواجهة دبلوماسية في مجلس الأمن
في الداخل الأميركي، يتطور الملف على المستوى التشريعي، حيث أقر مجلس النواب مشروعين يقيدان قدرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شن عمليات عسكرية ضد فنزويلا أو ضد عصابات المخدرات من دون الحصول على تفويض مسبق من الكونغرس. هذا التطور أعطى بعدا سياسيا إضافيا للأزمة، وفتح جدلا حول صلاحيات السلطة التنفيذية.
على الجانب الآخر، تتحرك فنزويلا دبلوماسيا في الأمم المتحدة، بعدما طلبت من مجلس الأمن الدولي عقد جلسة لمناقشة ما وصفته بـ”العدوان الأميركي المستمر” ضدها، استنادا إلى رسالة رسمية وُجهت إلى المجلس، مع توقع عقد الاجتماع قريبا.

