مع اقتراب موعد الانتخابات التركية المقرر إجراؤها يوم الأحد المقبل المصادف لـ14 أيار/مايو الجاري، تحشد المعارضة التركية أصوات الناخبين على امتداد الـ81 ولاية في البلاد، وذلك وسط حالة من الاستقطاب الشعبي والسياسي ضغطت عليها وعود المعارضة بالتغيير والانفكاك من إرث الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان.
وكان تحالف المعارضة المكون من 6 أحزاب رئيسية هي الشعب الجمهوري، والجيد، والمستقبل، والسعادة، ودواء، والديمقراطي، قد زعمت أنها ستغير 5 أمور أساسية من تركة أردوغان، في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة.
إنهاء “نظام الرجل الواحد”
سبق وأن وعد مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو بإنهاء “نظام الرجل الواحد” والتأكيد على أن الجمهورية التركية “ستتوج بالديموقراطية”، وهو خطاب يعزف على تكراره بشكل مستمر للتنديد بما يصفه احتكار وتركيز أردوغان للسلطات بين يديه.
ووعد كليجدار أوغلو في برنامجه المؤلف من 240 صفحة بالتخلي عن النظام الرئاسي الذي اعتمد عام 2018 والعودة إلى فصل صارم بين السلطات مع “سلطة تنفيذية تحاسب” على قراراتها.
ومن خلال ذلك، تسعى المعارضة للعودة إلى النظام البرلماني الذي توكل فيه صلاحيات السلطة التنفيذية إلى رئيس وزراء منتخب من البرلمان، ويقوم بانتخاب الرئيس لولاية واحدة مدتها سبع سنوات.
العودة إلى الاقتصاد التقليدي
تشدد المعارضة التركية على ضرورة العودة إلى النظريات الاقتصادية الكلاسيكية، بخلاف أردوغان الذي يسعى لخفض نسب الفوائد رغم التضخم الذي يفوق نسبة 50%.
وتؤكد المعارضة أنها ستعيد التضخم إلى “دون نسبة العشرة بحلول عامين” وأنها “ستعيد لليرة التركية مصداقيتها” بعدما خسرت حوالي 80% من قيمتها في خمس سنوات مقابل الدولار.
الحريات والأكراد
تتعهد المعارضة التركية بإطلاق الحريات، خاصة حرية الرأي والصحافة وإلغاء جرم “إهانة الرئيس” التي يقولون إن أردوغان يستخدمها بكثرة لخنق معارضيه ومنعهم من انتقاده، كما تعد بإصلاح النظام القضائي وتحقيق استقلاله ونزاهته على نطاق أوسع، والإفراج عن العديد من السجناء.
وفيما يخص الأكراد، يؤكد كليجدار أوغلو أيضاً أنه سيفرج عن صلاح الدين دميرتاش الشخصية الرئيسية في حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد والعدو اللدود للرئيس أردوغان، والمسجون منذ عام 2016 بتهمة “الدعاية الإرهابية”.
النساء والأقليات المجتمعية
فيما يخص النساء والأقليات المجتمعية، تعهّد كليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري العلماني، بضمان إدراج وضع الحجاب ضمن القانون بهدف طمأنة الناخبات المحافظات اللواتي يخشين أن يقوم حزبه المعروف تاريخياً بمعارضته للحجاب، بتغيير المكتسبات التي تحققت في ظل رئاسة أردوغان.
وقال “سندافع عن حق كل النساء”، متعهداً أيضاً باحترام “معتقدات ونمط حياة وهويات كل فرد” خلافاً لأردوغان الذي غالباً ما يصف المثليين والمتحولين جنسيا بأنهم “منحرفون”.
كما يرغب كليجدار أوغلو أيضاً في إعادة تركيا إلى اتفاقية إسطنبول التي تفرض ملاحقة منفذي أعمال العنف ضد النساء والتي انسحبت منها أنقرة في 2021.
دبلوماسية متوازنة
تؤكد المعارضة أنها ستعيد حساباتها في العديد من القضايا السياسية وخارطة التحالفات التي تشكلت في المنطقة خلال فترة حكم أردوغان، إذ تسعى للوصول إلى “عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي” كما قال أحمد أونال تشفيكوز المستشار الخاص لكليجدار أوغلو.
كما تسعى إلى إعادة تأكيد مكانة تركيا داخل حلف شمال الأطلسي مع الحفاظ على “حوار متوازن” مع روسيا التي أزعجت العلاقات معها دول الحلف منذ عام 2016.
وفيما يخص سوريا يرى تشفيكوز أن الأولوية يجب أن تكون لإعادة العلاقات مع النظام من أجل ضمان عودة اللاجئين السوريين المقيمين في البلاد والذين يبلغ عددهم أكثر من 3.6 مليون، وذلك على أساس “طوعي” وفي غضون عامين.