نشرت مجلة فورين أفيرز الأميركية مقالا لوزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف تناول فيه رؤية طهران لإقرار السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وقال ظريف إن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تبنّى سياسة خارجية مرنة تعطي الأولوية للانخراط في الجهود الدبلوماسية، والحوار البناء بدلا من الاعتماد على “نماذج عفا عليها الزمن”.
ومع أن بزشكيان يتطلع -كما يقول ظريف- إلى تحقيق الاستقرار والتنمية الاقتصادية في الشرق الأوسط، ويريد التعاون مع الدول العربية المجاورة وتعزيز العلاقات مع حلفاء إيران، فهو يأمل أيضا التواصل البنّاء مع الغرب.
التعاون مع ترامب
وفي سبيل ذلك، فإن الرئيس الإيراني على استعداد للتعاون مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب من أجل التحكم في التوترات، وإجراء مفاوضات قوامها الندية في ما يتعلق بالاتفاق النووي، “بل ربما أكثر من ذلك”، وفق كاتب المقال الذي كان يترأس وفد بلاده في جولات التفاوض مع الدول الغربية في الفترة من عام 2013 إلى 2015.
ومع ذلك، فإن ظريف -الذي يعمل حاليا أستاذا مشاركا للدراسات العالمية في جامعة طهران- يؤكد أن إيران لن ترضخ للمطالب غير المنطقية، وستقف دائما في وجه العدوان الإسرائيلي، وأن ذلك لن يثنيها عن حماية مصالحها الوطنية.
ورأى أن هذه لحظة تاريخية للاستقرار، وأن على العالم ألا يُفرّط فيها، مضيفا أن منطقة الشرق الأوسط عانت فترة طويلة جدا من التدخلات الخارجية والحروب والصراعات الطائفية والإرهاب وتهريب المخدرات وندرة المياه وأزمات اللاجئين والتدهور البيئي.
عقبات
ومع إقراره بأن هناك عقبات يجب على إيران وجيرانها التغلب عليها لتعزيز نظام إقليمي سلمي ومتكامل، إلا أنه يرى أن بعض الخلافات مع دول الجوار عميقة الجذور ونابعة من اختلاف التفاسير للتاريخ.
وأشار إلى أن هناك خلافات أخرى سياسية الطابع غرستها قوى خارجية، مثل المزاعم المتعلقة بطبيعة البرنامج النووي الإيراني وهدفه.
ولتجاوز تلك الخلافات، يرى وزير الخارجية الإيراني الأسبق ضرورة أن تتوافق رؤية إيران مع مصالح الدول العربية “التي تريد جميعها أيضا أن يتحقق للمنطقة مزيد من الاستقرار والازدهار من أجل الأجيال القادمة.
ونصح الحكومات الغربية بانتهاج مقاربة بناءة أكثر، وأن تقبل أن إيران جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة، “وهذا يعني أن لجميع الدول مصلحة في وضع حد للاحتلال الإسرائيلي”.
وأردف قائلا إن على تلك الحكومات أن تدرك أن القتال والغضب الذي يعتمل في نفوس شعوب المنطقة سيستمران إلى أن ينتهي الاحتلال.
وخلص ظريف في مقاله إلى التأكيد أن إيران ستوافق على أي حل مقبول للفلسطينيين، لكنه استدرك قائلا إن حكومة بلاده تعتقد أن أفضل طريقة للخروج من هذه المحنة التي دامت قرنا من الزمن هي إجراء استفتاء يتمكن فيه جميع من يعيش بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، من مسلمين ومسيحيين ويهود وكذلك الفلسطينيون الذين دُفعوا إلى الشتات في القرن العشرين (مع أحفادهم)، من تحديد نظام حكم مستقبلي قابل للحياة.