في ظل التصعيد المتواصل بين إسرائيل وحزب الله، كشف الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا عن رؤيته للوضع الراهن والسيناريوهات المحتملة في المنطقة.
وقال حنا -خلال فقرة التحليل العسكري- إن هناك تقارير تفيد بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لعملية برية محتملة في جنوب لبنان، وحدد 3 سيناريوهات محتملة لهذه العملية.
وأوضح أن أول السيناريوهات هو عملية دخول محدودة على عمق لا يزيد عن 5 إلى 6 كيلومترات، بهدف خلخلة دفاعات حزب الله، في حين يحتمل أن يكون السيناريو الثاني هو عملية واسعة النطاق باتجاه نهر الليطاني، مشابهة لما حاولت إسرائيل القيام به في عام 2006.
أما السيناريو الثالث فيمثل -وفقا لرأي حنا- مزيجا من السيناريوهين السابقين، مع إضافة عمليات إنزال وعمليات خاصة في عمق الأراضي اللبنانية.
خلخلة حزب الله
وحول الهدف الرئيسي من هذه العمليات، أوضح الخبير حنا أنه يمكن أن يتمثل في سعي الاحتلال لخلخلة جاهزية حزب الله، ومحاولة فرض حل دبلوماسي، لكنه حذر من أن هذه العمليات قد تكون صعبة التنفيذ، خاصة في ظل إستراتيجية الدفاع التي يتبعها حزب الله، والتي تعتمد على “التخلي عن الأرض مقابل الوقت والاستنزاف”.
وفيما يتعلق بالاستعدادات الإسرائيلية، أشار حنا إلى أن إسرائيل قد حشدت 6 فرق عسكرية، بالإضافة إلى فرقتين إضافيتين وألوية احتياط، لكنه أكد أن السؤال الأهم يتعلق بقدرة هذه القوات على البقاء والسيطرة على الأراضي اللبنانية في حال التوغل.
وحول إستراتيجية حزب الله في المرحلة الراهنة، أوضح حنا أن الهدف الأول للحزب هو البقاء والصمود، وقال “الهدف الأول هو تأكيد الحفاظ على القدرات والصمود لحزب الله، ولكن بانتظار تحقيق هذا الهدف، وإعادة تركيب البعد العسكري والجاهزية، يستمر حزب الله بإطلاق الصواريخ كما العادة”.
وأضاف أن الحزب يسعى لاسترداد زمام المبادرة من خلال إعادة تنظيم صفوفه وتعيين قيادات جديدة، وحذر من أن اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قد يدفع الحزب إلى الرد بشكل غير متناسب، بما في ذلك قصف العمق الإسرائيلي.
وفيما يتعلق بالدور الأميركي أشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تلعب دورا محوريا في إدارة الحرب الإسرائيلية، حيث تقدم المساعدة لإسرائيل مع “العمل” في الوقت نفسه على ردع التصعيد الإقليمي.
أميركا تدير الحرب
وقال “عندما نتحدث عن ضبط الإقليم، نعني أن الولايات المتحدة الأميركية تدير الحرب الإسرائيلية ولكنها تقول -في الوقت نفسه- إنها ضد التصعيد”.
وأضاف أن الولايات المتحدة قامت باستقدام دفاعات جوية لحماية إسرائيل، مشيرا إلى أن هذه الخطوات تأتي في إطار الاستعداد للسيناريو الأسوأ، وهو اندلاع حرب إقليمية، وأوضح أن “التدريبات العسكرية الأخيرة” التي أجرتها إسرائيل مثل قصفها لليمن، هي للتدليل على قدرتها على التعامل مع أي سيناريو مستقبلي، بما في ذلك مواجهة محتملة مع إيران.
ولفت إلى أن الوضع الحالي يمثل تحديا كبيرا لحزب الله، خاصة في ظل الضربات الإسرائيلية المتتالية، وأكد أن قدرة الحزب على إعادة تنظيم صفوفه وتبني إستراتيجية جديدة ستكون حاسمة في تحديد مسار الصراع خلال المرحلة المقبلة.