مراسلو الجزيرة نت
واشنطن- فيما يعد نجاحا دبلوماسيا فلسطينيا كبيرا، تحيي الأمم المتحدة اليوم الاثنين ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني بفعالية كبيرة بمقر المنظمة بمدينة نيويورك.
وكانت البعثة الفلسطينية، وبدعم من وفود مصر والأردن والسنغال وتونس واليمن بالمنظمة، قد نجحت في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 في تمرير قرار إحياء الذكرى، بأغلبية 90 صوتا مقابل 30 وامتناع 47 دولة عن التصويت.
ويطلب القرار من شعبة حقوق الفلسطينيين بالأمانة العامة تكريس أنشطتها عام 2023 لإحياء الذكرى 75 للنكبة، بما في ذلك إقامة حدث رفيع على المستوى الرسمي في قاعة الجمعية العامة صباح يوم 15 مايو/أيار.
ومن المنتظر أن يلقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كلمة، إلى جانب روزماري ديكارلو (وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام) وفيليب لازاريني (المفوض العام للأونروا) وممثلي المنظمات غير الحكومية، وغيرهم.
وستلقى الكلمات خلال جلسة صباحية تعقدها لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، في حين سيعقد الحدث التذكاري الذي ستضمن عرضا موسيقيا فلسطينيا، وعرض مقاطع الفيديو عن النكبة، والشهادات الشخصية، وذلك في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة الساعة 6 مساء بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
ضغوط إسرائيل
في المقابل، تحاول إسرائيل عن طريق سفيرها بالأمم المتحدة جلعاد إردان الضغط على الدول الاعضاء لعدم حضور هذه الفعالية.
وحصلت الجزيرة نت على خطاب وجهه إردان لرؤساء البعثات الدولية الممثلين بالأمم المتحدة، يطالبهم فيه بعدم حضور هذه الفعالية، وقال إن ما قامت به الأمم المتحدة لا يساعد على تحسين أجواء سلام الشرق الأوسط.
وكان السفير الإسرائيلي قد ذكر فور نجاح الوفد الفلسطيني في تمرير القرار أنه (أي القرار) “يُعد مخزيا” ووصفه بأنه قرار متطرف لا أساس له، قائلا “إن الأمم المتحدة لا تساعد إلا في إدامة الصراع”.
وأضاف “الذهاب إلى الحدث يعني تبني الرواية الفلسطينية التي تصف دولة إسرائيل بالكارثة، بينما تتجاهل الكراهية الفلسطينية والتحريض والإرهاب ورفض قبول شرعية دولة يهودية”.
أزمة لاجئين
ذكر إعلان الأمم المتحدة عن الفعالية أن هذا اليوم “يوافق الذكرى 75 للنزوح الجماعي للفلسطينيين المعروف باسم النكبة” والتي شهدت تحول أكثر من نصف السكان الفلسطينيين إلى لاجئين.
وتجنب بيان سكرتارية الأمم المتحدة -اطلعت عليه الجزيرة نت- الإشارة إلى إسرائيل أو إلى الاحتلال أو الصراع العربي الإسرائيلي، واكتفى بالتعامل مع الملف كأزمة لاجئين لا يزالون يعيشون وسط نزاع وعنف واحتلال، ويتطلعون إلى حل عادل ودائم لمحنتهم.
وتمت دعوة جميع أعضاء الأمم المتحدة ومراقبيها للحضور، إضافة إلى المنظمات الحكومية الدولية ومنظمات المجتمع المدني وكذلك الجمهور.
ويعد قرار إحياء فعالية بذكرى النكبة الفلسطينية -لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة- نجاحا دبلوماسيا ومعنويا للشعب الفلسطيني، خاصة وأنه جاء بعد أيام على وقف العدوان على قطاع غزة، ونجاح رشيدة طليب النائبة بالكونغرس الأميركي ذات الأصل الفلسطيني في إحياء ذكرى النكبة داخل أحد قاعات مجلس الشيوخ رغم اعتراض إسرائيل وكبار مناصريها بالكونغرس.