قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن تداعيات إسقاط طائرة إف-16 الأميركية في أوكرانيا لا تزال مستمرة، حيث أقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي القائد الأعلى للقوات الجوية الأوكرانية ميكولا أوليشوك مؤخرا.
وأضافت الصحيفة أن أوليشوك تولى منصبه في 2021 ويبلغ من العمر 52 عاما، وقد حل محله أناتولي كريفونويكو، وهو طيار سابق.
وبحسب قيادة القوات الجوية الأوكرانية، فإن فقدان الطائرة لم يكن بسبب خطإ من الطيار، ولم تسقط بسبب الأسلحة الروسية، ودعت خبراء دوليين للمشاركة في تحقيق لمعرفة سبب إسقاطها.
انتقادات لاذعة
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن الطائرة كانت تقوم بحماية المجال الجو الأوكراني وقت الهجوم الروسي الذي وصف بأنه الأضخم منذ بداية الحرب.
وأطلقت روسيا الاثنين الماضي هجوما كبيرا ضد أوكرانيا بنحو 127 صاروخا من مختلف الأنواع و109 طائرات مسيّرة هجومية، وذكرت الصحيفة أن كييف كلفت العديد من طائرات إف-16 بمهام لإسقاط مقذوفات روسيا.
ونقلت لوموند عن عضو لجنة الدفاع بالبرلمان الأوكراني النائبة ماريانا بيزوهلا انتقادها الشديد للقائد العام للقوات المسلحة ميكولا أوليشوك.
وانتقدت بيزوهلا الصمت عن تصرفات “الجنرالات القدامى الذين يقودوننا إلى الهزيمة”، مبرزة أن الطائرة أسقطت عن طريق الخطأ بواسطة نظام الدفاع الجوي الأميركي باتريوت بسبب ضعف التنسيق بين الوحدات.
نيران صديقة
وذكرت النائبة أن هذه الطائرة هي الثالثة التي “نفقدها بنيران صديقة”.
وتابعت لوموند أن ميكولا أوليشوك انتقد تصريحات النائبة بيزوهلا واتهمها بأنها “أداة تستخدم لتشويه سمعة القيادة العسكرية”، وأكد أنه سيأتي يوم تقف فيها النائبة أمام المحكمة لتعتذر للجيش عما اقترفته في حقه.
وبحسب الصحيفة الفرنسية، لم يقدم زيلينسكي تفسيرا لإقالة أوليشوك، ونقلت عن وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف قوله إن حادث إسقاط الطائرة والإقالة “أمران منفصلان”.
ونقلت لوموند عن المحلل العسكري أولكسندر كوفالينكو قوله إن الإقالة “عقوبة تأديبية ذات طبيعية سياسية”، مبرزا أن حصول كييف على طائرات إف-16 مسألة معقدة وحساسة لذلك فإن الحفاظ عليها مسألة مهمة بالنسبة لأوكرانيا في مواجهتها لروسيا.
والتزمت العديد من الدول الأوروبية بتوفير 79 طائرة من طراز إف-16 بحلول عام 2028، في حين تطالب كييف بما لا يقل عن 128 طائرة، في أسرع وقت ممكن.