في ليلة باردة من ليالي الشتاء تسربت المياه إلى داخل خيمة صابرين أبو شنب المهترئة في دير البلح بقطاع غزة.
كانت الأم نائمة مع أطفالها الثلاثة عندما عصفت الرياح وتساقطت الأمطار على الخيمة، واستيقظت صابرين في منتصف الليل لتجد أطفالها مبللين حتى ملابسهم الداخلية.
لم تكن الأمطار غزيرة، لكنها كانت كافية لتغمر الخيمة بالمياه وتبلل الأغطية والملابس.
حاولت صابرين جاهدة أن تجفف ملابس أطفالها وأن توفر لهم بعض الدفء، لكنها لم تجد سوى القليل من الأغطية غير الكافية لمواجهة البرد القارس.
لم تكن هي الأم الوحيدة في معاناتها، بل العديد من العائلات الأخرى التي تعيش في الظروف الصعبة نفسها.
وحاول الأطفال جمع المياه في دلاء لإبعادها عن خيامهم، في حين كان الكبار يعملون على إصلاح ما تبقى منها.
وفي ظل الحرب المستمرة على غزة زادت الأمطار معاناة النازحين.
ورغم التصريحات الإسرائيلية بالسماح بدخول المساعدات فإن وكالات الإغاثة الدولية تشير إلى عرقلة القوات الإسرائيلية وصولها، مما يفاقم الأزمة الإنسانية.
وتقول صابرين “أعاني من الربو، واستخدام جهاز الاستنشاق لم يعد يجدي نفعا بسبب البرد والمطر ونقص الأغطية والملابس، أشعر بالعجز واليأس.”
وفي هذه اللحظات الصعبة لا يجد النازحون في دير البلح سوى الأمل والدعاء لله بأن يخفف عنهم معاناتهم ويمنحهم القوة لمواجهة هذه الظروف القاسية.