نشر موقع الجزيرة الإنجليزية (Aljazeera.com) تقريرا عن الانتخابات البرلمانية في تايلند، الأحد المقبل، ركز على حظوظ أسرة رئيس الوزراء السابق شيناواترا والولاء التقليدي لسكان شمال البلاد لهذه الأسرة والذي وصفه التقرير بأنه سيكون المفتاح في النتيجة التي ستسفر عنها هذه الانتخابات.
ويقول الكاتب البولندي المستقل دومينيك سيبينسكي المتخصص في تغطية النزاعات والسياسة الدولية والإعلام والسفر في التقرير إن حزب فيو تاي الشعبوي بقيادة بايتونغتارن شيناواترا يسعى هذه المرة أيضا للهيمنة على هذه الانتخابات، ولكن من الأهمية بمكان لنجاحه أن يكون قد احتفظ بجاذبيته في منطقة نفوذه التقليدية، شمال البلاد.
وأوضح أن هذا الحزب الذي أسسه ثاكسين شيناواترا في عام 1998 قد فاز بأكبر عدد من المقاعد في تاريخ الانتخابات بتايلند هذا القرن.
تعدد الانقلابات العسكرية ضد الأسرة
وأورد أن زعيمة هذا الحزب بايتونغتارن (36 عاما) هي ابنة ثاكسين وابنة أخت رئيسة الوزراء السابقة ينغلوك شيناواترا التي أطيح بها في انقلاب هي الأخرى، مثلها مثل ثاكسين.
وأشار الكاتب إلى أن هذا الحزب يتعرض لمنافسة قوية من حزب “تحركوا للأمام” التقدمي، ولذلك عليه أن يقاتل من أجل كل دائرة انتخابية، حتى في الشمال، ونسب إلى جويل سيلواي الباحث في السياسة التايلندية من جامعة بريغهام يونغ التايلندية، قولها إن الناخبين في الشمال صوّتوا لصالح ثاكسين وشقيقته، ومن المرجح أن يصوتوا الآن لصالح ابنة ثاكسين لأسباب تتعلق بالهوية.
وقال إن استطلاعات الرأي الحديثة أظهرت أن حزب فيو تاي سيحصل على 38% من المقاعد في البرلمان المقبل. وأشار إلى أن الانقلاب الذي أطاح بثاكسين في 2006 دعم جاذبية الأسرة.
وأعاد التقرير للأذهان أن ثاكسين، وهو مواطن من شمال البلاد، وصل إلى السلطة لأول مرة بفوز كاسح في عام 2001. وبعد أن أزيح من السلطة بانقلاب عسكري في 2006، ازدادت جاذبية أسرته. وزادت “حركة القميص الأحمر” من دعمها للتوجه السياسي لثاكسين، وفي انتخابات 2011، دعم الشمال بأغلبية ساحقة شقيقته ينغلوك التي أطيح بحكومتها في انقلاب عام 2014.
وفي انتخابات 2019، فاز حزب فيو تاي بأكثر من 77% من الأصوات في منطقة الشمال الأعلى، وجاءت جميع مقاعده البالغ عددها 136 تقريبا من الشمال والشمال الشرقي، وفاز بمقعد واحد فقط خارج الشمال.
وأوضح الكاتب أن أسرة شيناواترا تتمتع باحترام جهوي عميق في الشمال، لكنه صامت. ورغم الارتباط القوي لهذه الأسرة بالمنطقة المتميزة تاريخيا وثقافيا والتي ظلت تتمتع بحكم ذاتي حتى عام 1939 ولا تزال تفتخر بلغتها وأبجدياتها وثقافتها المختلفة عن بقية أجزاء البلاد، لم يتبن آل شيناواترا أبدا النزعة الإقليمية بشكل علني، ربما خوفا من إغضاب الناخبين في المناطق الأخرى من تايلند، لكنهم أصبحوا أبطالا بالنسبة للكثيرين في منطقة طالما شعرت بالغربة عن العاصمة بانكوك.
الفجوة بين الأجيال
ومع ذلك، نقل التقرير تحذيرا للباحث شانينتورن بجامعة شيانغ ماي التايلندية من أن حزب فيو تاي لم يعد بإمكانه الاعتماد على الدعم التلقائي في المنطقة، وأن حزب “تحركوا للأمام” التقدمي، ورغم أن عددا قليلا من مرشحيه يتحدثون لغة الشمال، فإن الفجوة بين الأجيال وسط الناخبين تمنحه دعما ملحوظا مع بقاء كبار السن موالين لثاكسين.
ويتوقع التقرير أن يفوز “التحرك إلى الأمام” بـ 110 مقاعد على مستوى البلاد الأحد المقبل.
وقال شانينتورن إن العديد من الناخبين الذين ظلوا يصوتون لفيو تاي بدؤوا يتحولون إلى حزب (تحركوا إلى الأمام)، وقد يكون أحد الأسباب هو الحذر السياسي لفيو تاي، في حين أن الناخبين يتوقون إلى التغيير المؤسسي الأعمق، وإلى إصلاحات لقوانين البلاد الصارمة التي تُجرِّم انتقاد النظام الملكي.
وأشار إلى أن حزب فيو تاي يتجنب اتخاذ موقف قوي بشأن هذه القضايا، التي لا تزال شديدة الحساسية في تايلند، لكن حزب “تحركوا إلى الأمام” هو الحزب الرئيسي الوحيد الذي يدعم الإصلاح بشكل علني، على الرغم من أنه خفّف من موقفه مؤخرا، ربما لتسهيل بناء ائتلاف.