شهد تاريخ تصفيات كأس العالم لكرة القدم العديد من الحكايات الغريبة التي تجاوزت حدود المستطيل الأخضر، إذ تداخلت فيها السياسة والحروب ومشقة السفر وأسباب أخرى غير رياضية.
ففي أول مونديال عام 1930 بالأوروغواي، حالت المسافات الطويلة دون مشاركة معظم المنتخبات الأوروبية والآسيوية، فيما غابت مصر لصعوبة الوصول إلى مونتيفيديو في الوقت المحدد. أما في مونديال 1934، فقد اضطرت إيطاليا المستضيفة لخوض التصفيات وفازت على اليونان التي انسحبت لاحقاً، بينما قاطعت إنجلترا البطولة لأسباب سياسية.
وفي 1938، انسحبت النمسا بعد ضمّها من قبل ألمانيا النازية، وغابت إسبانيا بسبب الحرب الأهلية. بعد الحرب العالمية الثانية، عادت البطولة عام 1950 في البرازيل، واعتذرت منتخبات عدة عن المشاركة لبعد المسافة، فيما انسحبت الهند لأسباب مادية لا لرفضها ارتداء الأحذية كما يُشاع.
شهدت تصفيات 1954 حسم التأهل بين تركيا وإسبانيا بالقرعة، بينما أثرت التوترات في الشرق الأوسط على تصفيات 1958 حين انسحبت مصر والسودان وإندونيسيا لرفضها مواجهة إسرائيل، ليقرر الفيفا لاحقاً أن تلعب إسرائيل ضد ويلز وتخسر. كما قاطعت المنتخبات الأفريقية تصفيات 1966 احتجاجاً على حرمان القارة من مقعد مضمون.
أما أغرب الوقائع فكانت عام 1969 حين اندلعت “حرب كرة القدم” بين السلفادور وهندوراس بعد مواجهتهما في تصفيات مونديال 1970، وأسفرت عن آلاف القتلى. وفي تصفيات 1974، أُقيمت مباراة بلا منافس بين تشيلي والاتحاد السوفيتي الذي رفض اللعب في ملعب استخدم كمعتقل سياسي.
وفي 1976 جمّد الرئيس السوداني جعفر النميري النشاط الرياضي، فغاب السودان عن تصفيات 1978. كما منعت الحرب العراقية الإيرانية إيران من خوض تصفيات 1982، فيما استمرت إنجلترا واسكتلندا رغم حرب الفوكلاند.
وفي تصفيات 1990، شهدت تشيلي فضيحة حين ادّعى حارسها روبرتو روخاس إصابته بشعلة نارية، ليتضح لاحقاً أنه جرح نفسه عمداً، ما أدى إلى استبعاد منتخب بلاده من البطولة التالية.
ومع تطور المونديال وزيادة عدد المنتخبات، تراجعت مثل هذه الحوادث، ليصبح كأس العالم اليوم حدثاً عالمياً تتوحد حوله الشعوب رغم اختلافاتها.
