وكالات : كشفت الحكومة الألمانية عن حزمة جديدة من الإجراءات الأمنية وسياسات اللجوء، وذلك في أعقاب حادثة الطعن المأساوية التي وقعت في مدينة زولينغن غربي ألمانيا، وأسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين. وتخطط الحكومة لطرح هذه الإجراءات على البرلمان الألماني للتصديق عليها.
ووفقًا لوكالة “رويترز” في 29 أغسطس، تشمل هذه الحزمة تشديد قوانين حيازة الأسلحة، وتوسيع صلاحيات الأمن، وتعزيز آليات الترحيل والتدابير الوقائية. وخلال مؤتمر صحفي مشترك، كشفت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، ووزير العدل، ماركو بوشمان، عن تفاصيل الإجراءات التي وصفاها بأنها “شاملة” وتهدف إلى تحسين السيطرة على الهجرة وتعزيز الأمن الداخلي.
أبرز الإجراءات المقترحة تشمل حرمان اللاجئين من حق اللجوء في حال سفرهم إلى بلدانهم الأصلية دون سبب إنساني مبرر، مثل حضور جنازة أحد الأقارب. وقد أثارت هذه القضية جدلًا كبيرًا في الأوساط السياسية والإعلامية، خاصة فيما يتعلق بسفر بعض اللاجئين السوريين والأفغان إلى بلادهم رغم حصولهم على الحماية في ألمانيا.
وفي هذا السياق، صرّح وزير العدل الألماني: “إذا ذهب شخص ما في رحلة إلى وطنه بعد أن أبلغنا أنه لا يستطيع البقاء بأمان هناك، يجب أن يفقد وضع الحماية الخاص به”.
كما تخطط الحكومة لتقليص المساعدات للاجئين الذين دخلوا ألمانيا عبر دول أوروبية أخرى وتم تسجيلهم هناك (وفقًا لنظام بصمة دبلن)، بحيث يحصلون فقط على الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمأوى. بالإضافة إلى ذلك، سيتم منح المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF) صلاحية استخدام البيانات البيومترية من الإنترنت للتحقق من هوية المهاجرين، وستُشكّل “قوة مهام دبلن” من الحكومة الفيدرالية والولايات لتسهيل ترحيل اللاجئين المسجلين في دول أوروبية أخرى.
تشمل التدابير الأخرى حظر حمل السكاكين في وسائل النقل العام للمسافات البعيدة، وتوسيع صلاحيات الشرطة الاتحادية لتفتيش محطات القطار واستخدام أجهزة الصعق الكهربائي (التايزر). كما سيتم فرض حظر كامل على حمل السكاكين في الفعاليات العامة مثل المهرجانات والمعارض والأسواق.
وتأتي هذه الإجراءات قبل أيام من الانتخابات في ولايتين شرقي ألمانيا، حيث يتصدر حزب “البديل لألمانيا” المناهض للهجرة استطلاعات الرأي، مما يزيد من الضغوط على الائتلاف الحاكم لاتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن هذه القضايا.
يذكر أن تنظيم “الدولة الإسلامية” قد تبنى مسؤولية الهجوم الذي وقع في 23 أغسطس خلال “مهرجان التنوع” في مدينة زولينغن، والذي أقيم بمناسبة الذكرى الـ650 لتأسيس المدينة. وأفادت تقارير صحفية بأن الهجوم نفذه رجل طعن بشكل عشوائي العديد من الزوار المحتفلين بسكين كان يحملها.
إقرأ أيضاً :