كتبت – مروة الشريف : تحمل أرض مصر بصمات مسيرة تاريخية ودينية عظيمة للعائلة المقدسة (السيدة مريم العذراء، السيد المسيح عيسى عليه السلام، ويوسف النجار) التي قضت فيها قرابة ثلاث سنوات وأحد عشر شهراً.
تُعد هذه الرحلة، التي بدأت هروبًا من بطش الملك هيرودس في بيت لحم، جزءًا لا يتجزأ من التراث الديني والثقافي المصري، وتُعرف باسم “مسار العائلة المقدسة”. وقد عبرت العائلة المقدسة العديد من المواقع في مصر، من سيناء شرقًا إلى الدلتا والصعيد جنوبًا.
تحتفظ مصر بذكرى فريدة لا يشاركها فيها أي بلد في العالم، وهي استقبالها لـ العائلة المقدسة (السيدة العذراء مريم، والطفل يسوع، والقديس يوسف النجار)، عند هروبهم من بطش هيرودس الملك في القرن الأول الميلادي.
لتصبح أرض مصر شاهدة على مسيرة مقدسة امتدت لما يقارب 3 سنوات و11 شهرا، مرت خلالها العائلة بأكثر من 25 موضعا من سيناء حتى أقاصي الصعيد.
وبدأت الرحلة من شمال سيناء عبر العريش والفرما، ثم واصلت العائلة طريقها إلى بلبيس بمحافظة الشرقية حيث استراحت تحت شجرة ما زال يطلق عليها “شجرة العذراء”.
وفي مسطرد (المحطة الثانية بالقاهرة) تفجرت عين ماء لا تزال تذكر حتى اليوم، ثم عبرت إلى المطرية حيث زرعت السيدة العذراء شجرة “البلسم” الشهيرة، التي ارتبطت فيما بعد بصناعة الميرون المقدس.