وبعد إدراج شركات الطيران التنزانية على القائمة السوداء الأوروبية، تراجعت الحجوزات بشكل حاد، وأصبح مستقبل هذا القطاع الحيوي على المحك.
وقالت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية إن الرحلات السياحية إلى تنزانيا لم تعد تحظى بالإقبال السابق، بل تشهد تراجعًا مقلقًا.
ففي أغسطس/آب الماضي، سجل عدد الزوار الفرنسيين انخفاضًا بنسبة 33%، بحسب الباروميتر الصادر عن L’Echo Touristique، وذلك على وقع إدراج شركات الطيران التنزانية على رأس القائمة السوداء الأوروبية منذ يونيو/حزيران 2025.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن حظرًا صارمًا على شركات الطيران التنزانية، معتبرًا أن طائراتها تشكل خطرًا على السلامة الجوية. ورغم أن هذه الشركات لم تكن تسيّر رحلات مباشرة إلى أوروبا، إلا أن طائراتها تواصل العمل داخل البلاد، خصوصًا إلى الوجهات السياحية الشهيرة مثل جبل كليمنغارو.
وجاءت الإجراءات الأوروبية بعد تقارير عن قصور في الرقابة وضعف في صيانة الطائرات. وكانت شركة إير تنزانيا قد حُظرت نهاية 2024، لكن القرار الجديد شمل كل شركات الطيران في البلاد، ليبلغ عدد الشركات المدرجة على القائمة السوداء الأوروبية حاليًا 129 شركة.
وانعكس هذا القرار مباشرة على قطاع السياحة، حيث أكد اتحاد وكالات السفر الفرنسية (EdV) ونقابة منظمي الرحلات (Seto) في بيان مشترك بتاريخ 13 أغسطس/آب 2025، أن العملاء أصبح بإمكانهم إلغاء تذاكرهم دون رسوم إذا كانت الرحلة تتضمن استخدام شركات الطيران التنزانية.
وأشارا إلى أن استمرار البرامج السياحية المعتمدة على هذه الشركات يعرّض الوكالات لمشاكل تتعلق بالتأمين. ونتيجة لذلك، أُلغيت نحو 10% من الحجوزات السياحية إلى تنزانيا.
يمثل قطاع السياحة ركيزة أساسية لاقتصاد تنزانيا، إذ يحتل المرتبة الثالثة من حيث التوظيف وفق بيانات منظمة السياحة العالمية. ففي 2024، استقبلت البلاد نحو مليوني زائر، اعتمد كثير منهم على هذه الشركات للتنقل بين الوجهات الداخلية مثل حديقة سيرينغيتي الوطنية.
إزاء الأزمة، علّقت عدة وكالات سفر كبرى مثل Voyageurs du Monde وTUI France برامجها التي تتضمن رحلات جوية داخلية في تنزانيا، مكتفية بخيارات التعويض أو التأجيل للعملاء. وعلى الصعيد الدولي، اتخذت شركات أخرى مثل Intrepid Travel الأسترالية خطوة مماثلة وألغت إدراج تنزانيا من برامجها.
رغم هذه التحديات، تواصل بعض الشركات الأجنبية سد الفجوة. فشركة إير فرانس ما تزال تسيّر رحلات مباشرة من باريس إلى كليمنغارو وزنجبار ودار السلام.
كما حصلت شركات مثل الخطوط الإثيوبية والخطوط القطرية على حقوق استثنائية لتسيير بعض الرحلات الداخلية. لكن قدرة هذه الشركات تبقى محدودة ولا تكفي لتعويض غياب الناقلين المحليين، ما يجعل مستقبل السياحة في تنزانيا غامضًا في الأفق القريب.