كتبت – أحمد زكي : شهدت مدينة لاوتر بادن الألمانية حدثاً غير مسبوق دخل على إثره موسوعة جينيس للأرقام القياسية، حيث اجتمع أكثر من 2950 شخصاً بملابس تنكرية تمثل شخصيات السنافر الشهيرة، ليُسجل أكبر تجمع بشري متنكر بهذه الشخصية الكرتونية المحبوبة حول العالم.
وجاء هذا الحدث بتنظيم من مجموعة شبابية محلية تهدف إلى نشر أجواء المرح والاحتفال، حيث تحولت المدينة الصغيرة إلى ما يشبه “قرية السنافر” الحقيقية، وسط ديكورات زرقاء ضخمة وموسيقى مستوحاة من عالم الرسوم المتحركة. وارتدى المشاركون الملابس الزرقاء وقبعات السنافر البيضاء، مستوفين كل شروط غينيس التي تشترط تطابق الزي الكامل والمكياج مع الشخصية الأصلية.
وكان الرقم القياسي السابق قد سُجل في ويلز البريطانية عام 2009 بحضور 2650 مشاركاً، إلا أن سكان لاوتر بادن والمشاركين من أنحاء ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى نجحوا في كسر الرقم السابق، وسط تصفيق وتشجيع من الحاضرين.
وفي تصريح خاص لممثلي موسوعة غينيس الذين حضروا الحدث لتوثيقه، قال أحد الحكام، “لقد شهدنا اليوم مستوى عالٍ من التنظيم والالتزام بالشروط، وكانت الأجواء مفعمة بالحيوية. إنه احتفال لا يُنسى!”
من جانبه، قال ماركوس شتاينر، أحد المنظمين الرئيسيين للفعالية، “بدأت الفكرة كمزحة بين الأصدقاء، ثم تحولت إلى مشروع مجتمعي ضخم. لم نكن نتوقع أن نحقق رقماً عالمياً، لكن الحماس كان كبيراً، والناس تفاعلوا بشكل مذهل.”
أما أنيتا فاغنر، إحدى المشاركات من مدينة فرانكفورت، فقالت وهي ترتدي زي “سنفورة”، “أردت أن أعيش تجربة فريدة ومبهجة، ولم أتخيل يوماً أنني سأدخل موسوعة غينيس مرتدية زي طفولتي المفضل!”
مشاركة واسعة من الجاليات.
تميّز الحدث بحضور لافت من الجاليات المقيمة في ألمانيا، حيث شاركت أسر عربية وتركية ولاتينية إلى جانب السكان المحليين، ما أضفى بعداً ثقافياً متنوعاً على الفعالية.
وأكد خالد الزهراوي، أحد المشاركين من الجالية السورية المقيمة في شتوتغارت، “شاركنا كعائلة في هذا الحدث لأننا أردنا أن نكون جزءاً من لحظة مميزة تجمع الناس على الفرح، بعيداً عن اختلافات اللغة والثقافة.”
كما عبرت ماريا غونزاليس، من الجالية المكسيكية، عن سعادتها قائلة، “لم أشعر بهذا القدر من التفاعل منذ فترة طويلة. كان الحدث فرصة رائعة للتعارف والاندماج والاحتفال مع المجتمع الألماني.”
الجدير بالذكر أن السنافر هي شخصيات خيالية ابتكرها الرسام البلجيكي “بييو” عام 1958، وتحولت إلى رمز عالمي للطفولة والبهجة، ما يجعل هذا التجمع يحمل طابعاً مميزاً يجمع بين الحنين للطفولة وروح الترفيه.
وقد تخلل الحدث عروض موسيقية وفنية وألعاب ترفيهية للأطفال والعائلات، كما خُصص ريع بعض الأنشطة لصالح مؤسسات خيرية محلية، مما أضفى بُعداً إنسانياً على الفعالية.

اقرأ أيضًا: