وكالات : تُعرف بلدة أوبريكي (Ubrique) الإسبانية، الواقعة في إقليم قادس بمنطقة الأندلس، بأنها القلب النابض لصناعة الجلود الفاخرة في أوروبا، ومركز عالمي لتصنيع الحقائب والمنتجات الجلدية الراقية لأكبر العلامات التجارية الفاخرة في العالم.
تمتد صناعة الجلود في أوبريكي لقرون طويلة، حيث تعود إلى القرن الثامن عشر. يتوارث الحرفيون في البلدة الأسرار والتقنيات المعقدة لصناعة الجلود من جيل إلى جيل، مما يمنح منتجاتهم جودة وحرفية لا مثيل لها. يُقال إن الأطفال في أوبريكي يكبرون وهم يشعرون بالجلد ويشمونه ويرون آباءهم يعملون به، مما يخلق خبرة فطرية ومهارة استثنائية.
وتشتهر ورش أوبريكي بالسرية التامة في تعاملها مع العلامات التجارية الفاخرة. هذه الورش هي التي تصنع الحقائب والمحافظ وغيرها من المنتجات الجلدية للعديد من أشهر بيوت الأزياء العالمية، والتي غالبًا ما تضع عليها شعار “صنع في إيطاليا” أو “صنع في فرنسا”، رغم أن الحرفية الأساسية تتم في أوبريكي.
وتحولت بلدة أوبريكي، الواقعة في جنوب إسبانيا، من مجرد قرية نائية في سبعينيات القرن الماضي، إلى مركز عالمي لتصنيع الحقائب الجلدية الفاخرة، ووجهة إنتاج لكبرى العلامات التجارية مثل لويس فويتون، وشانيل، وديور.
فيما تعيش هذه البلدة الصغيرة التي يقطنها نحو 16 ألف نسمة، ويتمتع سكانها بالمهارة الحرفية في صناعة الجلود، حالة من القلق، بسبب الرسوم الجمركية التي يقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ومع تزايد الضغوط على العلامات التجارية لنقل جزء من عمليات التصنيع إلى الولايات المتحدة، يتساءل ربع سكان “أوبريكي” الذين يعملون في صناعة الجلود عن مصيرهم في حال رضخت شركات السلع الفاخرة لهذه المطالب.
ورغم ذلك، يبدي القائمون على هذه الصناعة في “أوبريكي” ثقة في أن بلدتهم ستبقى رمزاً للجودة والحرفية الأوروبية التقليدية.
ويشيرون إلى أن شركات مثل لويس فويتون بدأت فعلاً بتنويع مواقع الإنتاج، حيث افتتحت ورشة تصنيع في ولاية تكساس عام 2019، إلا أن عملية التوسع هناك واجهت تحديات، أبرزها نقص المهارات المحلية وصعوبة تدريب الحرفيين على المعايير الأوروبية الصارمة.
في المقابل، لا تزال “أوبريكي” تحتفظ بمقومات جذب قوية، مثل شبكات التوريد المتكاملة، والتقنيات المتخصصة، والعلاقات الطويلة الأمد مع دور الأزياء العالمية، وهي عوامل يصعب تكرارها في مواقع جديدة.
وتشير وكالة “ستاندرد آند بورز” إلى أن قطاع السلع الفاخرة يُعد من أكثر القطاعات تأثراً بالرسوم الجمركية الأميركية، نظراً لمحدودية قدرة الشركات على نقل عمليات الإنتاج إلى الولايات المتحدة.
وتتوقع الوكالة أن تلجأ الشركات إلى رفع الأسعار كوسيلة رئيسية للتخفيف من أثر تلك الرسوم.
وتُعد كل من فرنسا وإيطاليا من أكبر مصدري المنتجات الفاخرة إلى الولايات المتحدة.
وتوظف صناعة السلع الفاخرة في فرنسا، التي تُعد الأكبر في العالم، أكثر من 600 ألف شخص.
أما إيطاليا، فتُنتج معظم السلع الجلدية الفاخرة عالمياً، وصدّرت خلال العام الماضي حقائب يد جلدية بقيمة تقارب 770 مليون يورو.
إقرأ أيضاً :