كتبت- سها ممدوح – وكالات: كشفت مجموعة إكسبيديا (Expedia Group) عن تقريرها السنوي حول اتجاهات السفر العالمية لعام 2026، مقدّمة نظرة شاملة على الوجهات والتجارب التي ستجذب اهتمام المسافرين في العام المقبل.
وبالاعتماد على ردود أكثر من 24 ألف مسافر حول العالم، أظهرت الدراسة أن السياحة في 2026 ستكون مزيجًا من الطبيعة، والتجارب الرياضية، والفضول الثقافي، والإقامات الفريدة المستوحاة من التاريخ أو السينما.
في صدارة الوجهات الأوروبية، تبرز سافوي (Savoie) الفرنسية كإحدى أبرز النقاط السياحية القادمة، إذ ارتفعت عمليات البحث عنها بنسبة 55%، بفضل منتجعها الشهير فال ديزير (Val d’Isère)، الذي حاز مؤخرًا على لقب أفضل منتجع للتزلج في العالم.
أما في الجنوب الأوروبي، فقد تصدرت سردينيا (Sardinia) الإيطالية قائمة الاهتمام بزيادة بلغت 63%، تلتها تلال كوتسوولد (Cotswolds) في المملكة المتحدة بنسبة 39%.
أما في القارة الأمريكية، فحقق منتجع بيغ سكاي (Big Sky) في ولاية مونتانا بالولايات المتحدة قفزة مذهلة بلغت 92% في عمليات البحث، ليصبح أحد أكثر الوجهات الشتوية المرغوبة لعام 2026، مستفيدًا من موقعه الفريد بين بوزمان (Bozeman) ومنتزه يلوستون الوطني (Yellowstone National Park).
وفي آسيا، تجذب أوكيناوا (Okinawa) اليابانية اهتمامًا متزايدًا بنسبة 71%، ليس فقط لجمال طبيعتها وشواطئها، بل أيضًا لكونها واحدة من “المناطق الزرقاء” التي يعيش سكانها عمرًا أطول وبصحة أفضل من المتوسط العالمي، ما يجعلها وجهة مثالية لعشّاق السفر الصحي والهدوء النفسي.
تقرير إكسبيديا أشار كذلك إلى ارتفاع الطلب على الرحلات ذات الطابع الرياضي. فوفقًا للاستطلاع، 57% من المسافرين، بينهم 68% من جيل الألفية وجيل Z، يخططون لحضور فعالية رياضية خلال رحلتهم المقبلة.
ومن أبرز الرياضات التي أثارت فضول السياح: السومو في اليابان، المواي تاي في تايلاند، الكيرلنج في كندا، البيسبول في كوريا الجنوبية، كرة القدم الأسترالية في أستراليا، الكابويرا في البرازيل، واللوتشا ليبري في المكسيك.
وتُبرز هذه الاتجاهات الطابع العالمي لعام 2026 الذي سيشهد أحداثًا كبرى مثل الألعاب الأولمبية الشتوية في ميلانو وكورتينا دامبيتسو (6 – 22 فبراير) وكأس العالم لكرة القدم في كندا والمكسيك والولايات المتحدة (11 يونيو – 19 يوليو).
ومن بين الظواهر اللافتة التي رصدتها إكسبيديا، الاهتمام المتزايد بالإقامات غير التقليدية، فقد تضاعف البحث عن الفنادق التي كانت مبانيها ذات وظائف سابقة، مثل فندق سيريو كيوتو كيوميزو (Sowaka Kyoto Kiyomizu) في اليابان الذي كان مدرسة قديمة وشهد ارتفاعًا في البحث بنسبة 194%، وفندق بودمين جيل (Bodmin Jail Hotel) في كورنوال البريطانية، الذي كان سجنًا وتحول إلى وجهة فاخرة، بزيادة 110%.
كما شهدت محطة يونيون ناشفيل ياردز (Union Nashville Yards)، التي كانت محطة قطار سابقة، ارتفاعًا بنسبة 57%، في حين ارتفعت عمليات البحث عن فندق بليس دارمس (Place d’Armes) في مونتريال، الذي كان بنكًا سابقًا، بنسبة 36%.
ومن الاتجاهات التي لم تفقد بريقها، السياحة المستوحاة من السينما. فبعد أن جذب مسلسل صراع العروش الأنظار إلى مالطا، تواصل مواقع التصوير السينمائي تحفيز المسافرين على زيارة أماكن واقعية ظهرت في أفلام شهيرة.
ومن بين أبرز هذه المواقع لعام 2026: يوركشاير (Yorkshire) في المملكة المتحدة، التي شكّلت خلفية لفيلمي مرتفعات ويذرينغ وداونتون آبي، وتوسكانا (Toscana) الإيطالية، التي ألهمت فيلم جاي كيلي (Jay Kelly)، إضافة إلى ساحل دالماتيا (Dalmatia Coast) في كرواتيا، المستوحى من رواية أشخاص نلتقي بهم في إجازة التي تحولت مؤخرًا إلى إنتاج على منصة نتفليكس.
في المحصلة، تكشف توقعات إكسبيديا أن عام 2026 سيكون عام التجارب الأصيلة والمغامرات الشخصية، حيث يبحث المسافرون عن وجهات تمنحهم إحساسًا بالانتماء والمشاركة، لا مجرد زيارة عابرة. إنه عام يُعيد تعريف السفر كرحلة نحو الذات بقدر ما هو رحلة نحو العالم.

