وكالات : شهدت الولايات المتحدة اضطرابات كبيرة في حركة الطيران نتيجة الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ البلاد، إذ ألغت شركات الطيران الأمريكية نحو 1330 رحلة يوميًا في اليوم الثاني من التخفيضات، وسط مخاوف متزايدة على سلامة الحركة الجوية بسبب نقص المراقبين الجويين.
وأصدرت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) تعليمات لشركات الطيران بتقليص 4% من الرحلات اليومية في 40 مطارًا رئيسيًا منذ يوم الجمعة، وسط استمرار الإغلاق الحكومي الذي منع آلاف المراقبين الجويين من تلقي رواتبهم.
ألقى المسؤولون الجمهوريون باللوم على الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، داعين إلى تمرير مشروع قانون تمويل حكومي “نظيف”، في حين يشدد الديمقراطيون على ضرورة حماية التأمين الصحي الذي ينتهي بنهاية العام.
وتبرز الأزمة السياسية بشكل مباشر على قطاع الطيران، حيث يؤثر نقص المراقبين الجويين على سلامة الرحلات وتأخيراتها وإلغائها في أكثر من 25 مطارًا ومركز مراقبة، بما في ذلك أتالانتا، نيوارك، سان فرانسيسكو، شيكاجو، ونيويورك.
رصد موقع FlightAware أكثر من 1000 رحلة ملغاة يوميًا خلال الأيام الأولى للإغلاق، حتى في أيام السفر الأقل ازدحامًا، بينما أبلغ مطار شارلوت في نورث كارولاينا عن إلغاء 130 رحلة منتصف يوم السبت.
وأدت النقص المستمر في الموظفين إلى زيادة الإلغاء والتأخير في العديد من مطارات الساحل الشرقي، مع توقع ارتفاع هذه الأرقام إذا استمر الإغلاق.
حذّر وزير النقل الأمريكي، شون دافي، من احتمال تطبيق تخفيضات إضافية تصل إلى 20% إذا استمر توقف مراقبي الحركة الجوية عن العمل، وأشار إلى أن قراراته ستستند إلى البيانات الفعلية في المجال الجوي، مع استمرار مراقبي الحركة الجوية في العمل لساعات إضافية دون أجر.
وخلال فترة الإغلاق المستمرة منذ 39 يومًا، يعمل نحو 13 ألف مراقب حركة جوية و50 ألف مراقب أمني دون رواتب، مع توقف تعويضات بعض المراقبين لفترة الرواتب الثانية على التوالي.
مع استمرار الإغلاق، من المتوقع أن تتأثر سلسلة التوريد، الشحن التجاري، والسياحة بشكل مباشر، فقد أكد الخبراء أن اضطرابات الطيران قد تؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن ونقلها إلى المستهلكين، إضافة إلى التأثير على حجوزات الفنادق والضرائب المحلية.
وأشار جريج رايف، الرئيس التنفيذي لمجموعة “إليفيت” للطيران، إلى أن تأثير الإغلاق يمتد إلى كل القطاعات المرتبطة بالسفر والطيران، بما يشمل حضور الاجتماعات والقدرة على السفر السياحي، محذرًا من تأثيرات اقتصادية متتالية على الاقتصاد الأمريكي.

