وكالات: تواجه شركتا الخطوط الجوية الليبية والخطوط الجوية الأفريقية، أبرز شركتَين حكوميتَين في قطاع الطيران بليبيا، خطر الانهيار الكامل، في ظل أزمات مالية وتشغيلية حادة، وسط اتهامات متصاعدة بـ “الفساد وسوء الإدارة والتفريط في الأصول”، بحسب ما أفاد به مسؤولون ونقابيون وخبراء.
وقال نوري المروش، عضو مجلس إدارة الخطوط الليبية، إن الشركة تمر بـ”ضائقة مالية خانقة”، مؤكداً في تصريح لـ”العربي الجديد” أنها لا تمتلك حالياً سوى طائرتين فقط مقابل نحو 3400 موظف، ما يعكس “خللاً بنيوياً في التوازن التشغيلي”، على حدّ وصفه.
وأضاف أن الشركة فقدت الكفاءات بفعل “بيئة إدارية طاردة”، محذراً من أن استمرارها مرهون بـ “إرادة سياسية توقف التعيينات العشوائية والمحاصصة الجهوية” في المقابل، حذّرت النقابات العامة للعاملين في الخطوط الجوية الأفريقية من انهيار وشيك، مؤكدة في بيان أن “معظم الطائرات خارج الخدمة”، وأن “أنشطة التدريب والتطوير توقفت تماماً”، كما جرى سحب التأمين على الأسطول.
وطالبت النقابات، عبر مذكرة وجهتها إلى المجلس الرئاسي والنائب العام وديوان المحاسبة وهيئة الرقابة الإدارية، بفتح تحقيق شامل في “مخالفات إدارية ومالية جسيمة”، داعية إلى “تجميد صلاحيات الإدارة الحالية وتعيين قيادة بديلة نزيهة”. وأشارت المذكرة إلى محاولة بيع مقار مملوكة للشركة واستبدالها بعقود إيجار باهظة، من بينها عقد لاستئجار مبنى في شارع عمر المختار بتكلفة شهرية تقدر بـ 210 آلاف دينار، فضلاً عن إنفاق 15 مليون دينار (سعر الصرف 5.5 دنانير للدولار) على تجهيزه دون استخدام فعلي.
وشهدت العاصمة طرابلس مؤخراً تظاهرة نظمها موظفون من الخطوط الأفريقية في ميدان الجزائر، احتجاجاً على “تفشي الفساد وسوء الأوضاع التشغيلية”، ملوّحين بإضراب مفتوح ما لم تُلبَّ مطالبهم. وقال الخبير في شؤون الطيران المدني، حسين عبد الجليل، لـ “العربي الجديد” إنّ المشكلة “ليست مالية فحسب”، بل تتعلق بـ”غياب التخطيط والكفاءة الإدارية وتسيس المناصب الفنية”.
وأضاف “لا يمكن لأي شركة طيران في العالم أن تستمر إذا كانت قراراتها تُتخذ بناءً على الولاءات لا على معايير فنية وتشغيلية واضحة”، مشيراً إلى أن “الهيكل الإداري الحالي يخضع لتدخلات متعدّدة تقوّض فاعليته”. ويخشى مراقبون من أن يؤدي استمرار الوضع على حاله إلى “خسارة السيادة الجوية الليبية”، وترك مئات الأسر العاملة في القطاع في مهبّ المجهول، وسط غياب خطة إنقاذ واضحة.
اقرأ أيضًا: