كتب – أحمد زكي : وسط أجواء تاريخية ساحرة تمتزج فيها أصالة الماضي وعراقة الحاضر، احتشد مئات المواطنين والأجانب في ميدان أبو الحجاج الأقصري، لتوديع عام 2024 واستقبال العام الجديد. الأرضية الحجرية العتيقة التي تحمل ذكريات آلاف السنين، تحولت إلى مسرح مفتوح جمع بين الثقافات، حيث افترش الحضور الأرض حاملين مشاعر مختلطة من الفرح والتأمل في عام مضى وآمال جديدة لعام قادم.
يعتبر ميدان أبو الحجاج في مدينة الأقصر واحدًا من أبرز المعالم السياحية في مصر، إذ يحتضن مزيجًا فريدًا من المعابد الفرعونية والمساجد الإسلامية التي تجعل منه رمزًا حيًا للتعايش والتاريخ. في ليلة رأس السنة، اكتسى الميدان بروح احتفالية غير تقليدية، حيث فضل العديد من الأقصريين والأجانب الاستمتاع بالأجواء البسيطة بعيدًا عن الصخب والاحتفالات الرسمية.
الأقصر بين الأصيل والعصري
جلس الأهالي والسياح على الأرض يحملون معهم وجبات خفيفة ومشروبات ساخنة لمقاومة برد الشتاء. الأطفال يركضون بفرح، بينما يتبادل الكبار الأحاديث عن جمال المكان وأهميته التاريخية. وقد حرص بعض الفنانين المحليين على عزف ألحان تقليدية أضفت على الأجواء طابعًا خاصًا.
آراء الحضور
محمد حسين، أحد سكان الأقصر، يقول: “توديع العام في هذا المكان له خصوصية كبيرة، فهو يعيدنا لجذورنا ويذكرنا بأهمية التواصل مع تراثنا.” بينما أعربت السائحة الألمانية كارلا شميت عن انبهارها بالأجواء قائلة: “لم أكن أتوقع أن أعيش هذه اللحظات وسط هذا التناغم بين التاريخ والناس.”
رسالة السياحة الثقافية
تعد مثل هذه الفعاليات دعوة مفتوحة لاستكشاف جمال السياحة الثقافية التي تجمع بين الإنسان والمكان. ميدان أبو الحجاج ليس فقط وجهة سياحية، بل هو شاهد على تطور الحضارات وتعاقب الأزمنة، ما يجعله مكانًا مثاليًا لتوديع عام واستقبال آخر.
وداع 2024 من داخل ميدان أبو الحجاج الأقصري ليس مجرد احتفال، بل هو رسالة عميقة تؤكد على قيمة التراث الإنساني وضرورة الحفاظ عليه. وبينما يستعد الجميع لعام جديد، يبقى الميدان رمزًا خالدًا للحب والسلام.
إقرأ أيضاً :