كتبت- دعاء سمير – وكالات: تدرس شركة الاتحاد للطيران، ومقرها أبوظبي، تأجيل طرحها العام الأولي الذي تبلغ قيمته مليار دولار إلى الربع الأول من عام 2026، مما يسمح لشركة الطيران الإماراتية بالاستفادة من شراكاتها الأخيرة، حسبما قال مصدر مطلع لزاوية.
تشمل هذه الاتفاقيات مشروع مشترك مع إثيوبيا تم توقيعه في مارس، وآخر مع شركة طيران شرق الصين في أبريل. كما سارعت الشركة في توسيع شبكتها بعد الإعلان عن قرار شركة ويز إير بوقف عملياتها في أبوظبي اعتبارا من 1 سبتمبر.
“حققت الاتحاد للطيران نجاح كبير في توقيع مشاريع مشتركة مع شركات طيران شريكة هذا العام، وهي الآن بحاجة إلى الوفاء بهذه الالتزامات لمستثمريها. في حين أن الطرح في السوق ليس مشكلة، لكن من الأفضل لأعمال الشركة أن يتم تأجيل الطرح العام الأولي إلى أوائل عام 2026،” وفق المصدر.
الاتحاد للطيران مملوكة بالكامل لصندوق الثروة السيادي الإماراتي القابضة ADQ، وقد أكد الرئيس التنفيذي لشركة الخطوط الجوية، أنطونوالدو نيفيس، أن قرار الطرح العام الأولي يعود في النهاية إلى مساهمها.
تواصلت زاوية مع الاتحاد للطيران، ولكن لم يتوفر أي تعليق حتى وقت النشر.
أدى فرض الرسوم الجمركية بقيادة الولايات المتحدة، وما أعقبه من تصاعد مفاجئ في التوترات في الشرق الأوسط، إلى ركود الأسواق، لكن قرار الاتحاد للطيران بتأجيل إدراجها من النصف الأول من عام 2025 كان مدفوع إلى حد كبير باستراتيجيتها للنمو، وفق المصدر.
“الاتحاد للطيران شركة طيران وطنية، مع مساهم لا يتأثر كثيرا بالقيمة. إنها ترغب في الطرح العام الأولي عندما تتضح الرؤيا لخططها للنمو. تريد إتمامه (الاكتتاب العام الأولي) في الوقت الأنسب، وفي ظل ظروف سوقية مستقرة بنسبة 100%، بما يفيد القرار،”وفق مصدرين مصرفيين مطلعين على الأمر.
خلق إعلان شركة الطيران الاقتصادي المجرية “ويز إير” هذا الشهر فجوة في السوق قد تُمثل فرصة مربحة للاتحاد للطيران للاستفادة منها في الأشهر التالية، حسب محللين.
قال نيشيت لاخوتيا، رئيس قسم البحوث في بنك سيكو البحريني، إن قرار “ويز إير” بمغادرة أبوظبي يُمثل فرصة للاتحاد للطيران لتعزيز مكانتها كشركة رائدة في السوق، في وقت واجهت فيه العديد من شركات الطيران في المنطقة اضطرابات بسبب الإلغاءات المتكررة للرحلات وإغلاق المطارات نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية.
“إجمالي ربحية شركات الطيران الإقليمية العام الماضي كان عند مستويات قياسية، ورغم أن بعض التحديات الجيوسياسية أثرت على الربع الثاني، إلا أن الوضع العام لا يزال على حاله، ومن المتوقع أن يكون طرح الاتحاد للطيران للاكتتاب العام الأولي محتمل،” وفق لاخوتيا.
شهدت الاتحاد للطيران توسع سريع بعد نقل ملكيتها إلى ADQ أواخر عام 2022، مُعدّلةً بذلك هدفها للنمو بنقل 38 مليون مسافر بحلول نهاية العقد، ارتفاعا من الهدف السابق البالغ 33 مليون مسافر.
في مايو، أعلنت الشركة عن تحقيق ربح قدره 685 مليون درهم إماراتي (186.5 مليون دولار) للربع الأول من عام 2025، بزيادة 30% على أساس سنوي، مدفوعة بالطلب القوي ومكاسب الكفاءة. وكان توسيع الأسطول محور رئيسي لخطتها الاستثمارية البالغة 7 مليار دولار.
ومع ذلك، يقول البعض إن معنويات السوق تجاه أسهم الطيران لا تزال حذرة في أعقاب الأداء الضعيف لشركة الطيران الاقتصادي السعودية فلاي ناس في يونيو، حيث أدى تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل إلى إغلاق العديد من المطارات وتقييد المجال الجوي في جميع أنحاء المنطقة. وعلى الرغم من كونه أحد أكبر الاكتتابات العامة الأولية في المنطقة بقيمة 1.09 مليار دولار، إلا أن سهم الشركة أغلق منخفض بأكثر من 3% في ظهوره الأول.
أشار جون ستريكلاند، محلل طيران ومدير شركة JLS Consulting ومقرها لندن، إلى أنه على الرغم من احتمال وجود حساسية في السوق تجاه الاستثمار في شركات الطيران حاليا، إلا أن ذلك لن يُشكل عائق أمام عمليات الإدراج المستقبلية في هذا القطاع. ويتوقع ستريكلاند أن يُجرى الاكتتاب العام الأولي لشركة الاتحاد للطيران قريبا.
نقلت بلومبرغ سابقا أن القابضة ADQ اختارت مستشارين، من بينهم سيتي غروب، وإتش إس بي سي القابضة، وبنك أبوظبي الأول، للطرح العام الأولي.
اقرأ أيضًا: