وكالات : تسبب التعامل السيئ مع السياح القادمين من دول الخليج والزيادات المفرطة في الأسعار في تراجع مشتريات السياح العرب من العقارات في تركيا , و أثرت بشكل كبير على الحركة التجارية. حيث أصبحت الأسعار في العديد من القطاعات، بدءاً من المأكولات والمشروبات وصولاً إلى قطاع النسيج، مرتفعة بشكل مبالغ فيه بالدولار، ما دفع الأجانب إلى التوقف عن التسوق من تركيا. وخلال عام 2024، انخفضت مبيعات العقارات للأجانب بنسبة 32% مقارنة بالعام السابق، بينما شهدت نفقات التسوق في مراكز التسوق تراجعاً بنسبة 40%. وفي منطقة عثمان بيه، التي كانت تُعتبر من أكثر المناطق جذباً للسياح العرب، اختفى المشترون من دول الشرق الأوسط من الشوارع التي كانت تعج بهم سابقاً.
وشهدت مبيعات العقارات للأجانب في تركيا انخفاضاً بنسبة 32% العام الماضي، بينما تراجعت المبيعات المعفاة من الضرائب (Tax Free) في مراكز التسوق بنسبة 40%. أما في المنطقة الممتدة من مركز “جواهر” التجاري حتى شارع “روميلي”، التي أطلق عليها تجار منطقة عثمان بيه اسم “شارع العرب”، فأصبح من شبه المستحيل رؤية السياح العرب هناك.
نائبة رئيس مجلس قطاع النسيج في جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين (MÜSİAD) ورئيسة مجلس إدارة شركة Mimya Tekstil، ياسمين سارباكايا، قالت : السياح العرب توقفوا عن القدوم إلى تركيا موضحة أن العرب كانوا يفضلون تركيا لأنها كانت الأقرب إلى قلوبهم .
قالت : كان العرب يزورون تركيا لأغراض متنوعة، من السياحة إلى العلاج، ومن التسوق إلى النسيج. ولكن بسبب التحريضات السياسية التي استهدفت اللاجئين السوريين والأفغان، بدأ المواطنون الأتراك باتخاذ مواقف معادية تجاه العرب، مما أثار مخاوف السياح القادمين من دول الخليج. ونتيجة لذلك، شعر العرب بعدم الأمان، والآن نرى أن العرب بدأوا بمغادرة تركيا.
في منطقة عثمان بيه، كان التجار يطلقون على المنطقة الممتدة من مركز جواهر التجاري إلى شارع روميلي اسم ‘شارع العرب’. وكان التجار في هذا المسار يحققون مبيعات كبيرة للسياح العرب، وكانت قيمة المحال التجارية مرتفعة للغاية. ولكن في الوقت الحالي، تراجعت التجارة في شارع العرب بنسبة تقارب 70%”.
أشارت إلى أن أوروبا، على عكس تركيا، تُعامل السياح العرب معاملة مميزة، قائلة : اليوم، يشكل الصينيون 70% من موظفي أكبر مركز تجاري في باريس، لافاييت. تُجرى الإعلانات داخل المركز باللغة الصينية، وهناك مناطق مخصصة لاسترداد الضريبة (Tax Free) للصينيين، لأنهم ينفقون كثيراً ويساهمون في الاقتصاد الفرنسي.
في لندن، يمكنكم رؤية العرب والإيرانيين في وسط المدينة، ولا أحد ينظر إليهم نظرة سلبية. للأسف، نحن في تركيا أضررنا بعلاقاتنا مع الدول الصديقة والشقيقة. جعلنا العرب يشعرون بعدم الأمان في المكان الذي كانوا يعتبرونه الأكثر أماناً لهم. نتيجة لذلك، فقدنا شريحة ذات دخل مرتفع.”
كشفت ياسمين سارباكايا أن العداء للأجانب إلى جانب الزيادات المفرطة في الأسعار أديا إلى نفور الأجانب، وقالت : كنت في البحرين منذ فترة قصيرة، حيث يساوي الدينار البحريني دولارين. مستوى الدخل في البحرين أعلى بكثير من تركيا، ومع ذلك اشتكى البحرينيون من غلاء الأسعار المبالغ فيه في تركيا. على سبيل المثال، في أحد المطاعم في تركيا، قد يصل سعر قطعة كعك إلى 1000-1500 ليرة. وفي مطعم عادي بإسطنبول، تدفع أكثر مما تدفعه في مطعم فاخر بدبي.
قبل فترة تناولت الطعام في مطعم بمنطقة فيشيكهانة، ودفعت مبلغاً أكبر مما أدفعه في مطعم فاخر في دبي. أسعار المطاعم والفنادق مرتفعة للغاية. إذا كان العداء للأجانب سبباً بنسبة 50% في فقدان السياح العرب، فإن الاستغلال ورفع الأسعار كان سبباً بنسبة 30%”.
وطالبت بضرورة استعادة تركيا لعلاقاتها مع دول الشرق الأوسط، تابعت : لقد خسرنا السوق الروسية في قطاع النسيج. لم يتبقَّ لدينا سوى جمهوريات آسيا الوسطى وجزء من دول البلقان. لقد أزعجنا أشقاءنا العرب. إذا فقدنا العالم العربي تماماً، ستكون هناك مشاكل كبيرة. حالياً هناك انفتاح مع السعودية. يجب أن ندعو المنظمات غير الحكومية والشخصيات المؤثرة من هذه الدول إلى تركيا لتغيير الصورة السلبية. كما يجب توعية مواطنينا. نحن بحاجة ماسة لاستعادة هؤلاء الشركاء”.
مع توجيه سياح الخليج وجهتهم نحو دول أخرى، تأثر التجار بشكل كبير. أشار رئيس جمعية العلامات التجارية الموحدة، سنان أونجل، في تصريح تابعه موقع تركيا الان إلى أن مبيعات العلامات التجارية بدأت في الانخفاض منذ شهر يوليو، قائلاً:
“في عام 2024، تمكنت 66% من العلامات التجارية من زيادة مبيعاتها، بينما شهدت 34% انخفاضاً في المبيعات. عند النظر إلى الفئات، نلاحظ صورة مماثلة في قطاعات الملابس الجاهزة، الأحذية، ومستحضرات التجميل. لكن قطاع الطعام، الذي يُعد أكبر فئة في تجارة التجزئة غير الغذائية، شهد انخفاضاً أكبر. كما أن أحد الأمور اللافتة لعام 2024 هو استمرار تقلص المبيعات للسياح. فقد كانت نسبة إنفاق الأجانب بالبطاقات تتجاوز 10% قبل ثلاث سنوات، لكنها انخفضت إلى أقل من 5% في عام 2024”.
من جانبه، أكد رئيس جمعية مراكز التسوق والمستثمرين، نوري شابكجي، في تصريح تابعه موقع تركيا الان على تراجع طلبات الاسترداد الضريبي (Tax Free) بنسبة 40%. وأوضح شابكجي أن متوسط إنفاق السائح في تركيا يبلغ 900 دولار، قائلاً: هذا الرقم يتجاوز 1,000 دولار في إسبانيا، بينما يصل في الولايات المتحدة إلى 2,645 دولاراً .
إقرأ أيضاً :