وكالات: أعلنت الصين يوم الأربعاء الماضي عن تجريب سياسة الإعفاء من التأشيرة لحاملي جوازات السفر العادية من كل من السعودية وعُمان والكويت والبحرين، لتمنح الصين الآن معاملة الإعفاء من التأشيرة لكافة دول مجلس التعاون الخليجي، بما فيها الإمارات وقطر، اللتان تم العمل بالإعفاء المتبادل من التأشيرة لحاملي جميع جوازات سفرهما مع الصين ابتداء من عام 2018.
وفي مؤتمر صحفي اعتيادي، أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، أن السياسة ستمنح حاملي جوازات السفر العادية من الدول الأربع المذكورة إمكانية دخول الصين بدون تأشيرة لمدة لا تتجاوز 30 يوما لغرض التجارة أو السياحة أو زيارة الأقارب أو الأصدقاء أو التواصل أو العبور، وذلك في الفترة من 9 يونيو 2025 حتى 8 يونيو 2026.
وتابعت ماو قائلة “نرحب بمزيد من الأصدقاء من دول مجلس التعاون الخليجي لزيارة الصين في أي وقت يحلو لهم”.
وفي الوقت نفسه، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن تثمينها لهذا الإعلان عبر حسابها على منصة “إكس”، قائلة إن “هذه الخطوة ستسهم في تشجيع الزيارات المتبادلة وتعميق روابط الصداقة بين شعبي البلدين الصديقين”.
وبعد علمه بالخبر حول الإعفاء من التأشيرة، أعرب مدير السياحة والاتصال في شركة الدرعية السعودية، والذي يدعى نايف ويشارك الآن في معرض بورصة السياحة الدولية بالصين في بلدية شانغهاي، عن سعادته البالغة.
وأوضح نايف أثناء مقابلة مع صحيفة “ذا بيبر” أن هذه هي زيارته الأولى إلى شانغهاي، وعلى الرغم من أنه لم يتمكن من الاستفادة من سياسة الإعفاء من التأشيرة التي ستدخل حيز التنفيذ لاحقا، لكنه حصل على التأشيرة في غضون ثلاثة أيام فقط.
وأضاف أن إجراءات الدخول عبر المطار كانت سهلة جدا، “لقد كانت واحدة من أسرع تجاربي في العبور عبر الجمارك في أي بلد زرته من قبل — لم تستغرق أكثر من 15 دقيقة حتى استلمت أمتعتي من الجمارك. كان الأمر مريحا للغاية”.
وفي معرض إشارته إلى تسهيلات جعلته يشعر بالراحة في الصين، قال إنه تمكن أثناء طريقه من المطار إلى وسط مدينة شانغهاي من تسجيل حساب على تطبيق “علي باي” للدفع وبدأ استخدامه في غضون عشر دقائق فقط، مضيفا: “لطالما سمعت عن سهولة الدفع في الصين، لكن الآن رأيت ذلك بعيني. حقا، ليس من سمع كمن رأى”.
وتأتي الخطوة الجديدة في ظل ارتفاع الزيارات المتبادلة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، بفضل تبسيط إجراءات الحصول على التأشيرة إلى جانب تزايد عدد الرحلات الجوية المباشرة بين الطرفين خلال السنوات الأخيرة.
وكشفت الهيئة السعودية للسياحة خلال معرض بورصة السياحة الدولية بالصين في شانغهاي، أن عدد السياح الصينيين الوافدين إلى السعودية قد شهد نموا ملحوظا في السنوات الأخيرة، ليسجل 140 ألف زائر في عام 2024، وهو رقم قياسي يجعل الصين ثاني أكبر سوق مصدر للسياح إلى السعودية.
وأصبح السفر بين الصين والسعودية أكثر سهولة، إذ تُسير عدة شركات طيران صينية وسعودية نحو 20 رحلة مباشرة أسبوعيا بين المدن الصينية الكبرى مثل بكين وشانغهاي وقوانغتشو وشنتشن والمدن السعودية مثل الرياض وجدة.
وفي شهر مارس من هذا العام، أعلنت شركة طيران الإمارات أنها ستُطلق رحلات يومية مباشرة بين دبي وشنتشن اعتبارا من الأول من يوليو المقبل، لتصبح بذلك أول شركة طيران من منطقة الشرق الأوسط تُشغّل هذا المسار، في خطوة تهدف لتوسيع شبكة رحلاتها المباشرة للصين، بعد تشغيل رحلات منتظمة إلى كل من شانغهاي وبكين وقوانغتشو.
وأعرب نايف عن اعتقاده بأن عدد السياح القادمين من السعودية إلى الصين سيزداد في المستقبل القريب، مضيفا أن الزيارات المتبادلة تمثل أساسا للتعاون طويل الأمد، معربا عن تطلعه لتعزيز الشراكة مع الجانب الصيني.
اقرأ أيضًا: