كتبت – دعاء سمير – وكالات : نجح السائحون العرب، وفي مقدمتهم الخليجيون، في إنعاش الموسم السياحي اللبناني خلال أعياد رأس السنة، بعد فترة من الترقب والحذر أثّرت على حركة السفر والحجوزات. فقد شهدت العاصمة بيروت والمناطق الجبلية والساحلية انتعاشًا ملحوظًا في نسب الإشغال الفندقي، وعودة الأجواء الصاخبة إلى المطاعم والمقاهي وأماكن السهر، مدفوعة بتوافد الزوار العرب الباحثين عن أجواء احتفالية مميزة تجمع بين الفخامة والدفء العائلي.
وأكدت مصادر سياحية أن نسب الإشغال في عدد من الفنادق الكبرى في بيروت وجبل لبنان تجاوزت 80% خلال فترة رأس السنة، مع تسجيل حجوزات كاملة في بعض المنتجعات الجبلية المعروفة، خاصة من الزوار القادمين من دول الخليج. وأسهم هذا التدفق في تحريك قطاعات حيوية مرتبطة بالسياحة، من مطاعم وملاهي ليلية وشركات نقل وخدمات سياحية، ما انعكس إيجابًا على الدورة الاقتصادية في البلاد.
ويعزو خبراء هذا التعافي إلى عدة عوامل، أبرزها الحنين الخليجي التقليدي إلى لبنان كوجهة مفضلة للاحتفال، إلى جانب تنوع العروض السياحية والترفيهية التي أعدّتها الفنادق والمطاعم خصيصًا لموسم الأعياد، فضلًا عن الأسعار التنافسية مقارنة بوجهات إقليمية أخرى. كما لعبت الجالية اللبنانية في الخليج دورًا مهمًا في تشجيع السفر، سواء للزيارة العائلية أو لقضاء عطلات قصيرة.
وشهدت مناطق مثل بيروت، فاريا، برمانا، وبحمدون حركة سياحية نشطة، مع تنظيم حفلات فنية وسهرات رأس السنة بمشاركة نجوم عرب، ما عزز من جاذبية الوجهة اللبنانية خلال هذه الفترة. كما ساهم الطقس الشتوي المعتدل نسبيًا في تشجيع الزوار على الجمع بين أجواء الاحتفالات والسياحة الجبلية.
ويرى متابعون أن هذا الموسم، رغم قصر مدته، يحمل دلالات إيجابية على قدرة السياحة العربية على دعم لبنان في الأوقات الصعبة، ويؤكد أهمية السوق الخليجي كرافعة أساسية للقطاع السياحي اللبناني. ويأمل العاملون في القطاع أن تمتد هذه المؤشرات الإيجابية إلى المواسم المقبلة، في حال استمرت الجهود لتحسين الخدمات وتقديم صورة مستقرة وجاذبة عن لبنان كوجهة سياحية آمنة ومميزة.
وفي ظل التحديات الاقتصادية القائمة، يظل الرهان معقودًا على السياحة العربية، التي أثبتت مجددًا أنها صمام أمان حقيقي للاقتصاد اللبناني، وقادرة على إعادة الحياة إلى شوارعه ومؤسساته السياحية مع كل موسم أعياد.
إقرأ أيضاً :
الملاح سامح فوزى رئيسًا لسلطة الطيران المدنى المصرى