كتبت- سها ممدوح – وكالات: أكد أحمد الخطيب وزير السياحة السعودي ، أن منطقة المدينة المنورة، أن عدد الزوار القادمين إلى المدينة المنورة من الخارج خلال النصف الأول 2025 بلغوا نحو 6.7 ملايين زائر بنسبة نمو 8% عن العام السابق، وبلغ إنفاقهم 24.3 مليار ريال بنسبة نمو 21%.
جاء ذلك خلال ورشة عمل تنمية المحتوى المحلي للقطاع السياحي بالمنطقة، والتي جاءت تحت رعاية الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة ورئيس مجلس هيئة تطوير المنطقة، وحضور المهندس فهد البليهشي أمين المنطقة الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير المنطقة.
وثمن الخطيب، لأمير منطقة المدينة المنورة، مشاركته في الورشة ومبادرته الهادفة لإثراء المحتوى المحلي في مختلف القطاعات، ومنها القطاع السياحي، مؤكداً أن انعقاد هذه الورشة يجسّد إدراك جميع الأطراف لأهمية القطاع وإمكاناته الكبيرة في تنمية المحتوى المحلي.
وأوضح الوزير أن المملكة تشهد نمواً غير مسبوق في أعداد الزوار وإنفاقهم السياحي بفضل دعم القيادة ووضوح المسار الذي رسمته رؤية السعودية 2030، مبيناً أن القطاع السياحي أصبح مساهماً رئيساً في التنوع والنمو الاقتصاديين.
وأشار إلى أن المملكة تجاوزت للعام الثاني على التوالي حاجز 100 مليون سائح، مستقبلةً 116 مليون سائح محلي ووافد في عام 2024 بنسبة نمو تجاوزت 6% مقارنة بعام 2023، منهم 30 مليون سائح وافد من الخارج بنسبة نمو 8%.
وأضاف أن عدد السياح خلال العام الجاري وحتى نهاية الربع الثالث بلغ 90.7 مليون زائر من الداخل والخارج وفقاً للأرقام الأولية، بنسبة نمو 4% عن العام الماضي، موضحاً أن هذا النمو المستمر عزّز صدارة المملكة دولياً وفق تقرير الباروميتر الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للسياحة لشهر مايو 2025، حيث صُنفت السعودية الأولى عالمياً في نسبة نمو إيرادات السياحة الدولية في الربع الأول من عام 2025 مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2019.
و قال الخطيب أن المنطقة استقبلت 3.7 ملايين زائر محلي في النصف الأول من العام الجاري بنسبة نمو 4%، ووصل إنفاقهم إلى 4.6 مليارات ريال بنسبة نمو 19%، ما يعكس النمو المتسارع للقطاع السياحي في المنطقة والفرص الواعدة أمام الشركات المحلية وأبناء المنطقة.
وبيّن أن المدينة المنورة تعد من أبرز وجهات الزوار في المملكة، مؤكداً حرص الوزارة على تطوير بنيتها التحتية وتفعيلها كوجهة لمختلف أغراض الزيارة، مشيراً إلى افتتاح مكتب وزارة السياحة في المدينة المنورة لتعزيز التواصل مع القطاع وتسهيل الخدمات والرقابة.
وأوضح أن المكتب سيعمل على عقد لقاءات مع المستثمرين وتنفيذ الزيارات الميدانية ومراقبة الامتثال، إضافة إلى تمثيل الوزارة في المجالس واللجان المحلية.
وفي جانب دعم المشاريع، أفاد الخطيب بأن صندوق التنمية السياحي اعتمد تمويل 178 مشروعاً في منطقة المدينة المنورة، ستضيف نحو 2000 غرفة ضيافة بإجمالي استثمارات تجاوزت 3.8 مليارات ريال، بلغت مساهمة الصندوق فيها أكثر من مليار ريال، من أبرزها مشروع ملتقى المدينة، ومشروع بوابة سمو، ومشروع توسعة عاليات مول. كما أشار إلى أن الصندوق يعمل على تمكين 162 منشأة صغيرة ومتوسطة ومتناهية الصغر بوسائل مختلفة، منها التمويل المباشر الذي تجاوزت قيمته 150 مليون ريال.
وأكد الخطيب أن وزارة السياحة تولي أولوية لتمكين الكوادر الوطنية عبر مبادرات وبرامج تدريبية بالشراكة مع أبرز الجامعات العالمية، حيث قدمت أكثر من 680 ألف فرصة تدريبية على مستوى المملكة منذ عام 2020 حتى منتصف 2025، منها 38 ألف فرصة منذ عام 2022، استفاد منها 14 ألف متدرب من أبناء وبنات منطقة المدينة المنورة.
وأوضح أن البرامج التدريبية تهدف إلى تمكين الكفاءات الوطنية من شغل الوظائف السياحية وإطلاق مشاريع مبتكرة ترفع المحتوى المحلي، إضافة إلى المبادرات النوعية التي شملت برامج التوطين ودعم الأجور ومبادرة “أجير مواسم السياحة”.
واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن الورشة تشكّل منطلقاً لمزيد من الخطوات النوعية لتحويل المحتوى المحلي إلى محرّك رئيس لنمو القطاع السياحي في المدينة المنورة، متمنياً أن تكون هذه الورشة محطة فارقة في تمكين أبناء وبنات المنطقة للمشاركة في بناء مستقبلها السياحي.
وشهدت الورشة استعراض المزايا التنافسية للمدينة المنورة، بما في ذلك مكانتها الدينية والتاريخية وموقعها الجغرافي الحيوي، وسهولة الوصول إليها عبر المنافذ الجوية والبحرية والبرية ومحطة قطار الحرمين السريع، إلى جانب منظومة النقل العام المتكاملة التي تسهّل حركة الزوار.
وتناولت الورشة كذلك القطاعات الثقافية المتنوعة في المنطقة، مثل المعارض والمتاحف وفنون الطهي والأزياء والحرف اليدوية، التي تعكس هوية المدينة وموروثها الثقافي، إلى جانب تنوّعها البيئي والزراعي والبرامجي الذي يعزّز مكانتها التعليمية والمعرفية.
كما بحث المشاركون ممكنات القطاع السياحي في المدينة المنورة، بما يشمل تطوير مرافق الإيواء والضيافة، وتعزيز شبكات النقل، وتنمية قطاعات الأغذية والمشروبات، وإنشاء وجهات جديدة تثري تجربة الزوار، واستحداث برامج أكاديمية متخصصة لتنمية الكفاءات الوطنية وضمان استدامة القطاع.
واستعرضت هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة جهودها في مأسسة القطاع السياحي عبر إنشاء مكتب تنمية الوجهة ليكون أحد الممكنات الرئيسة لتحقيق مستهدفات القطاع في المنطقة، إذ يعمل على رفع جاهزية المواقع السياحية وتطوير الخدمات وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع أكثر من 60 جهة من القطاعين العام والخاص.
وشاهد المشاركون فيلماً استعرض إنجازات تنمية القطاع السياحي، وتم خلال الورشة تحديد عدد من المبادرات التحولية ذات الأولوية تمهيداً لاعتمادها ضمن خطة تنفيذية لتطوير القطاع ورفع جاهزيته وتعزيز مكانة المدينة المنورة كوجهة سياحية رائدة.
يُذكر أن ورشة تنمية المحتوى المحلي للقطاع السياحي شارك فيها ممثلون عن الجهات الحكومية والخاصة، وشهدت 6 حلقات عمل ناقشت المبادرات التحولية واستعرضت المقترحات التنموية في عدد من المحاور السياحية، في إطار جهود منظومة السياحة لتعزيز الشراكة وتطوير القطاع في المنطقة.