كتبت- دعاء سمير – وكالات: في تحول لافت تشهده صناعة الطيران، بدأت إدارة أمن النقل الأمريكية (TSA) بتخفيف القيود الصارمة المفروضة منذ نحو عقدين على حمل السوائل داخل حقائب اليد، والمعروفة بقاعدة “3-1-1″، والتي كانت تفرض ألا تتجاوز عبوات السوائل 100 مل وتوضع داخل كيس بلاستيكي شفاف لا تتجاوز سعته لترا واحدا، ويعود هذا التحول إلى اعتماد أجهزة تفتيش جديدة بتقنية التصوير المقطعي المحوسب (CT) ثلاثية الأبعاد، القادرة على الكشف بدقة عن التهديدات الأمنية الحقيقية دون الحاجة لفرض قيود وقائية عامة.
وتسمح هذه التقنية، التي أصبحت متوفرة في عدد من المطارات الأمريكية الكبرى، بتمرير 11 نوعا من السوائل والمواد عبر نقاط التفتيش في عبواتها الأصلية، من بينها الأدوية (بوصفة وبدون وصفة)، محاليل العدسات، حليب وأغذية الأطفال، السوائل الطبية المبردة، العينات البيولوجية، والمشروبات المشتراة من الأسواق الحرة ضمن عبوات محكمة، وفقا لـ وفقا لصحيفة The Independent.
ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها أكثر من مجرد تحديث تقني، بل تعكس تحولا في الفلسفة الأمنية نحو نهج أكثر مرونة وإنسانية، يعترف بالحاجات الأساسية للمسافرين بدلاً من معاملتهم كتهديدات محتملة. كما يسهم تخفيف القاعدة في الحد من النفايات البلاستيكية الناتجة عن العبوات الصغيرة أحادية الاستخدام، والتي ازدهرت صناعتها في ظل القواعد القديمة.
ورغم أن التخفيف لا يزال محدودا ويقتصر على المطارات المجهزة بأجهزة CT المتقدمة، فإن التوجه نحو تعميم هذا النظام بحلول عام 2040 يعكس رغبة في بناء نموذج أمني أكثر كفاءة واستدامة.
في السياق ذاته، أطلقت الخطوط الجوية البريطانية تجربة بيئية جديدة تهدف إلى تقليل استخدام الزجاجات البلاستيكية في رحلاتها عبر الأطلسي. وشملت التجربة، التي امتدت من 16 إلى 22 يونيو، استبدال زجاجات المياه بأكواب ورقية في الدرجة الاقتصادية والاقتصادية الممتازة على رحلاتها بين لندن ومدن ميامي وبوسطن ولوس أنجلوس.
ورغم أن هذه الخطوة قوبلت ببعض الانتقادات، واعتبرها بعض الركاب محاولة لتقليل التكاليف، أكدت الشركة أنها مجرد تجربة مؤقتة تخضع لتقييم شامل بناءً على تعليقات المسافرين. وأوضحت أنها تندرج ضمن جهود أوسع لتقليص النفايات البلاستيكية وتحسين الاستدامة البيئية.
كما شملت التعديلات التي أجرتها الشركة إدخال وجبة “برانش” جديدة على بعض الرحلات الصباحية، بدلاً من الوجبات التقليدية، ضمن سعيها لتحسين تجربة الركاب استنادًا إلى آرائهم، إلا أن هذا التغيير بدوره أثار ردود فعل متباينة، واعتبره البعض تراجعا في مستوى الخدمة المقدّمة.
يذكر أن وجبة “برانش” هي وجبة تجمع بين الإفطار (Breakfast) والغداء (Lunch)، ولهذا سُمّيت بهذا الاسم المركب من الكلمتين الإنجليزيتين. تُقدَّم عادة في وقت متأخر من الصباح وحتى أوائل بعد الظهر.
وبينما تتقاطع هذه التحديثات الأمنية والخدمية عند نقطة مشتركة تتمثل في تعزيز الكفاءة والاستدامة، فإنها تعكس أيضا تحولات أوسع في صناعة السفر الجوي، تتجه نحو ممارسات أكثر عقلانية ومراعاة لراحة المسافر والبيئة في آنٍ معا.
اقرأ أيضًا: