وكالات : بدأت المغرب تطوير المدن العتيقة وذلك ليعكس التزام قوي بالمحافظة على التراث الثقافي وتعزيزه كوسيلة لاستقطاب السياح.
ويضم المغرب العديد من المدن العتيقة التي تتميز بجمالها التاريخي، مثل فاس، مراكش، تطوان، والصويرة. لزيادة الجذب السياحي، يتم التركيز على مجموعة من الإجراءات:
دعا النائب البرلماني التهامي الوزاني، النائب البرلماني عن فريق التجمع الوطني للأحرار، إلى تطوير المدن العتيقة بالمغرب وتطوير الاستقطاب السياحي داخلها، والعمل على محاربة الاحتيال الذي يتعرض له السياح داخلها، وذلك استعداد للاستفادة من استضافة مونديال 2030.
وقال الوزاني، في جلسة مساءلة وزيرة السياحة، أمس الإثنين بمجلس النواب، إن “المدن العتيقة ببلادنا، تتوفر على كنوز معمارية وحضارية جد قيمة، ما يمكنها من استقبال الملايين من السياح سنويا، على غرار مجموعة من المدن السياحية العتيقة العالمية من طينة مدن قرطبة الشبيلية غرناطة وغيرها”.
وتأسف النائب البرلماني عن دائرة فاس الشمالية “لكوننا مازلنا بعيدين عن هذا المستوى العالي من الاستقطاب السياحي علما أن مدن بلادنا العتيقة، مثل مدينة فاس التي أتشرف بتمثيلها، تضاهي كل المدن العتيقة العالمية، من حيث قيمة وغنى تراثها الثقافي والمعماري”.
وتابع الوزاني أن هذه “المدن العتيقة وساكنتها، تعول على استثمارات ومشاريع من أجل النهوض بها وبالسياحة الوطنية، وهذا ما لا يمكنه أن يتحقق بدون أن تكون هناك مشاريع تستهدف مثلا ربط هذه المدن بالعواصم العالمية”، موردا “نموذج مدينة فاس التي هي معقل الطريقة التيجانية، والتي لا تتوفر على رحلات جوية مباشرة لإحدى عواصم الغرب الإفريقي، حيث يتواجد الملايين من أتباع هذه الطريقة”.
كما دعا الوزيرة إلى “تشجيع الاستثمار السياحي في الوحدات الفندقية بالمدن العتيقة”، مفيدا أن فاس على سبيل المثال تحتضن 3 وحدات فندقية من فئة 5 نجوم، في وقت نقبل فيه على احتضان عدد من التظاهرات الرياضية العالمية، بينما هذا الصنف من الفنادق متمركزة فقط بمدينة واحدة.
وطالب النائب البرلماني بـ”العمل مع باقي المتدخلين لتتم محاربة سلوكات الاحتيال التي يتعرض لها السياح والتي هي وإن كانت سلوكات شادة، إلا أنها مع الأسف تسيء لجهود وتضحيات الفاعلين والصناع والمرشدين والتجار، وتسيء لبلادنا”.
وأكدت فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن سياحة المدن العتيقة أصبحت تكتسي أهمية كبيرة وهي تدخل ضمن السياحة الثقافية التي لديها جاذبية مهمة، مفيدة أن الطاقة الإيوائية للسياحة الثقافية تشكل 69 في المئة من الطاقة الإيوائية الإجمالية بالمغرب، ويستهلكها 84 في المئة من الوافدين على المغرب.
وأوضحت الوزيرة أنه في خارطة الطريق السياحية تم إعطاء أهمية بالغة لهذا النوع من السياحة، وخصصنا لها سلسلة كاملة ضمن تسع سلاسل موضوعاتية، وهي أيضا معنية بسلاسل أفقية من سلسلة الصناعة التقليدية والمهارات المحلية والمهرجانات والمواسم والطبخ المغربي والمنتوجات المحلية. إضافة إلى تحديد عدة مشاريع موجودة في العقود الجهوية الموقعة مع ثمان جهات.
ولدعم المنتوج الثقافي ببلادنا، تضيف المسؤولة الحكومية، “وضعنا مجموعة من البرامج منها أولا التثمين والتأهيل السياحي لثماني مدن عتيقة وهي؛ مراكش، الصويرة، فاس، مكناس، الرباط، سلا، تطوان، طنجة، وهذا التأهيل لا يقتصر على البنيات التحتية فقط بل يشمل حتى التسيير والتنشيط لضمان جاذبية هذه المدن لمختلف فئات السياح مغاربة وأجانب”.
ولفتت الوزيرة إلى أنه تم عقد برنامج لتنويع العروض الترفيهية والسياحية بمدينة ورزازات بشراكة مع الفاعلين المحليين، إضافة إلى تسريع تطوير منتوج سياحي أصيل عبر برنامج تحويل قصور إلى فنادق أصيلة.