وكالات: تكافح شركات الطيران لاستعادة العمليات المنتظمة في مطار هيثرو بلندن، بعد يوم واحد من انقطاع التيار الكهربائي الذي أدى إلى إغلاق المركز الرئيس، وأربك حركة السفر الجوي الدولي.
وعاد مطار هيثرو إلى العمل مرة أخرى في وقت متأخر من يوم الجمعة، حيث تمكنت بعض الرحلات في اللحظة الأخيرة من الإقلاع، وأعلن المطار يوم السبت، أنه يعمل بكامل طاقته محذراً من استمرار التأخير والإلغاءات.
وقد نشر المطار مئات الموظفين الإضافيين للمساعدة على تسهيل عبور 10 آلاف مسافر إضافي عبر المطار.
وهبطت أول طائرة قادمة، وهي من طراز إيرباص A380 تابعة للخطوط الجوية البريطانية، اليوم السبت صباحاً، تلتها رحلات من فيرجن أتلانتيك وكانتاس ويونايتد وأميركان إيرلاينز، وفق صحيفة «وول ستريت جورنال».
ومع ذلك، كان لا يزال يتعين على شركات الطيران إلغاء عشرات الرحلات الجوية يوم السبت بعد أن أدى إغلاق المطار إلى تعطل الطائرات عن العمل وتجاوز الطاقم للقيود الزمنية المحددة لوقت العمل.
تم إغلاق مطار هيثرو، أكثر المطارات ازدحاماً في أوروبا والبوابة الرئيسة للمسافرين الأميركيين إلى المنطقة، لمدة 18 ساعة تقريباً يوم الجمعة، ما أدى إلى تعطيل آلاف الرحلات الجوية، وأثر في أكثر من 200 ألف مسافر.
الخطوط الجوية البريطانية، التي يعد مطار هيثرو قاعدتها الرئيسة، أفادت بأنها تهدف إلى تشغيل حوالي 85% من جدول رحلاتها المعتاد البالغ 600 رحلة في المطار يوم السبت. ولكنها حذّرت من أن الركاب جميعهم سيواجهون على الأرجح تأخيرات في الوقت الذي تعمل فيه على التعافي من الإغلاق.
وقالت شركة الطيران، التي استحوذت على أكثر من نصف الرحلات جميعهن التي كان من المفترض أن تطير من وإلى مطار هيثرو يوم الجمعة، إنها تهدف إلى تركيز أي إلغاءات يوم السبت على المسارات التي تخدمها شركات الطيران الأخرى أيضاً، ما يسمح للشركة بإعادة حجز الركاب على شركات طيران بديلة.
وقال شون دويل، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية البريطانية في رسالة فيديو بعد ظهر يوم الجمعة: «سيكون لهذا الحادث تأثير كبير في شركة الطيران والعملاء لعدة أيام قادمة، لم نشهد إغلاقاً لمطار هيثرو بهذا الحجم منذ سنوات عديدة».
فيما أعلنت شركة فيرجن أتلانتيك، التي تعد هيثرو أيضاً أكبر قاعدة لها، إنها ستلغي عدداً قليلاً من الرحلات؛ بسبب عدم وجود طاقم وطائرات في مواقعها. ومع ذلك، توقعت تشغيل جدول شبه كامل يوم السبت.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة، شاي فايس: «سنواصل بذل كل ما في وسعنا لإيصال ضيوفنا إلى وجهاتهم في أسرع وقت ممكن»، وفق «وول ستريت جورنال».
أثار حادث يوم الجمعة تساؤلات بالنسبة للمطار والحكومة البريطانية حول سبب تعرض مطار هيثرو لنقطة عطل واحدة، فبالإضافة إلى كونه أكثر الممرات ازدحاماً في بريطانيا، فإنه يُعد أيضاً أكبر ميناء شحن في البلاد من حيث القيمة.
كان سبب الإغلاق هو اندلاع حريق في إحدى المحطات الفرعية الثلاث التي توفر الطاقة للمطار، ما جعل المطار يسعى جاهداً لإعادة توزيع إمدادات الطاقة، وتطلّب ذلك من المطار إطفاء وإعادة تشغيل آلاف الأنظمة اللازمة لتشغيل المنشأة، بدءاً من معدات التزود بالوقود إلى الجسور الجوية والسلالم المتحركة.
وُصف الحادث بأنه «غير مسبوق» من قبل الرئيس التنفيذي لمطار هيثرو توماس وولدبي، الذي تحرك لإغلاق المطار بعد أن قرر أنه لن يكون قادراً على العمل بأمان، حتى يُعَاد تشغيل أنظمته وفحصها بالكامل.
وقال وولدبي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) يوم الجمعة: «ما لم يتعرض أي شخص للأذى، فإن هذا أكبر ما يمكن أن يحدث لمطارنا».
ونظراً لتأثير ذلك على البنية التحتية الوطنية الحيوية، كانت وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لشرطة العاصمة لندن تقود التحقيق في الحادث لمحاولة تقييم سريع لما إذا كان هناك أي دليل على وجود أي أعمال تخريبية، وقالت في وقت متأخر من يوم الجمعة إنه يجري التعامل مع الحريق على أنه «غير مريب».
اقرأ أيضًا: