كتبت- دعاء سمير – وكالات: أعلن وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو عن إرسال شحنة من الأجهزة الملاحية المتقدمة لدعم مطار دمشق الدولي، في خطوة لتعزيز سلامة عمليات الإقلاع والهبوط في المطار. وأوضح الوزير، أمس الجمعة، أن الشحنة تتضمن نظام الهبوط الآلي (ILS) الذي يسهل هبوط الطائرات في مطار دمشق بدقة حتى في الأحوال الجوية السيئة، إضافة إلى نظام تحديد الاتجاه والمسافة (DVOR/DME) الذي يزود الطيارين بمعلومات دقيقة حول موقعهم. وأشار إلى أن عملية تركيب هذه الأجهزة ستبدأ بعد الانتهاء من الأعمال التحضيرية للبنية التحتية.
وأوضح أورال أوغلو أن أنظمة إضافية ستُركب قريباً، تشمل رادارات أولية وثانوية (PSR/SSR) ونظام مراقبة الاقتراب (APP)، ما سيوفر مراقبة شاملة لحركة الطائرات في المجال الجوي، بما يمكّن أبراج المراقبة ومراكز التحكم من العمل ببيانات أكثر دقة. وبدأت شركة أسيلسان التركية أعمال البناء اللازمة لتركيب هذه الأنظمة، مع توقع وصول أجزاء الرادار المنتجة من قبل الشركة إلى دمشق خلال الأسبوع المقبل.
وكان رئيس الهيئة العامة للطيران المدني السوري أشهد الصليبي قد كشف، في يونيو/حزيران الماضي، عن اتفاق مع تركيا لتركيب رادارات جديدة لمطارات دمشق وحلب ودير الزور، في إطار خطة إعادة تأهيل قطاع الطيران بعد سنوات الحرب. تأتي هذه التحركات ضمن مشروع شامل لإعادة بناء قطاع الطيران السوري، يشمل شراء طائرات جديدة من شركة إيرباص، وتوسيع مطار دمشق الدولي، في خطوة تهدف لإعادة ربط سورية بالعالم.
ووقعّت الحكومة السورية، في أغسطس/آب الماضي، اتفاقاً أولياً بقيمة 250 مليون دولار لشراء ما يصل إلى 10 طائرات إيرباص من طراز “A320” لصالح شركة الخطوط الجوية السورية، بالتعاون مع تحالف من شركات مقرها الولايات المتحدة وقطر وتركيا، بينها “TAV” التركية المشغلة للمطارات وشركة “Assets Investments USA” في نيويورك. وتشير التقديرات إلى أن حجم الاستثمارات الإجمالي في المشروع يصل إلى نحو 4 مليارات دولار، أغلبها مخصص لتوسعة المطار وإعادة إعمار بنيته التحتية.
وقال عمر الهيل، ممثل السفارة القطرية في دمشق، الشهر الماضي، إن هذه الاتفاقيات تمثل خطوة محورية لإعادة بناء الثقة وتعزيز الشراكة بين قطر وسورية في المجالات الاقتصادية والتنموية. وأضاف في تصريحات وقتها لـ”العربي الجديد”: “مشروع المطار ليس مجرد بنية تحتية حديثة، بل منصة لإعادة ربط سورية بالعالم وتفعيل دورها المحوري في المنطقة. من المتوقع أن يستوعب المطار 31 مليون مسافر سنوياً ويوفر أكثر من 90 ألف فرصة عمل”.
وقال المهندس صبحي السايس، خبير هندسة المطارات وشؤون الطيران المدني، في تصريحات إعلامية، إن “إعادة تأهيل وتوسعة مطار دمشق الدولي خطوة استراتيجية لإعادة سورية إلى خريطة النقل الجوي الإقليمية والدولية. تطوير البنية التحتية المتطورة سيجعل من المطار مركز نقل ذكياً ومتقدماً، يعزز القدرة التنافسية لسورية ويحفز قطاعات السياحة والتجارة والصناعة المحلية”. وشهد قطاع الطيران السوري تراجعاً كبيراً بعد 2011، حيث انخفض عدد المسافرين عبر مطار دمشق من 1.43 مليون عام 2011 إلى 17 ألفاً و564 مسافراً في 2017، بحسب بيانات البنك الدولي. وفي 2021، سجّل قطاع الطيران السوري نحو 0.67 مليون راكب، ولا يزال بعيداً عن مستويات ما قبل الحرب.
ويرتبط مشروع تطوير المطار بخطة توسعة متكاملة على خمس مراحل، تبدأ بطاقة استيعابية تصل إلى 6 ملايين مسافر سنوياً في المرحلة الأولى، وصولاً إلى 31 مليون مسافر عند اكتمال المشروع. وتشمل التوسعة تركيب 32 بوابة مجهزة بأبواب طيران (Airbridges)، وتطوير طريق رئيسي بطول 50 كيلومتراً، ما يحوّل المطار إلى نقطة نقل ذكية ومتقدمة في المنطقة. وجاء توقيع العقد الاستثماري الأخير ليحل محل الاتفاقية السابقة مع شركة “إيلوما” السورية.
ويعمل الأسطول السوري بشكل محدود، ويضم طائرتين فقط في الخدمة بمطار دمشق الدولي، الأولى من طراز A340 وتستوعب 291 راكباً، والثانية A320 بحمولة 155 راكباً، فيما توجد طائرة ثالثة قيد الإصلاح، في انتظار وصول الطائرات الجديدة ضمن خطة الانتعاش.