كتب_أحمد زكي: تُعد مشكلة ضعف الربط بين المواقع الأثرية الكبرى في صعيد مصر،وخاصة في الأقصر، أسوان، سوهاج، وقنا،وبين منظومة البنية السياحية الحديثة من أبرز القضايا التي تعيق التنمية السياحية المستدامة في الإقليم. فعلى الرغم من أن الصعيد يضم النسبة الأكبر من آثار مصر المسجلة عالميًا، إلا أن هذا الكنز الثقافي لا يحقق عائده السياحي المأمول بسبب فجوة واضحة بين الإمكانات الأثرية والبنية الخدمية والتنظيمية الداعمة لها.
أبرز ملامح القضية.
1_ قصور وسائل النقل السياحي الداخلي:
ما تزال عدة مواقع أثرية تعاني من طرق مرورية محدودة أو غير مهيّأة، إضافة إلى ضعف الاعتماد على النقل النهري الحديث الذي يُعد من أهم مميزات الصعيد.
2_غياب منظومة الخدمات المكملة للتجربة السياحية:
تشمل غياب مراكز الزوار الحديثة، ندرة المسارات المنظمة، نقص اللوحات الرقمية التفاعلية، وغياب المعارض المصغرة التي تمنح الزائر فهمًا متكاملًا للتاريخ.
3_تفاوت مستوى الخدمات بين المحافظات:
بينما تحظى الأقصر وأسوان بقدر من التطوير، تعاني محافظات أخرى مثل قنا وسوهاج من فجوات واضحة في البنية السياحية، مما يؤدي إلى تركز الحركة في مناطق محدودة فقط.
4_ضعف الاستثمار في التكنولوجيا السياحية:
مثل نظم الحجز الإلكتروني، الخرائط الذكية، الجولات الافتراضية، وتقنيات الواقع المعزز التي أصبحت عنصرًا أساسيًا في السياحة العالمية الحديثة.
انعكاسات المشكلة.
يتسبب هذا القصور في انخفاض العوائد الاقتصادية، وتراجع مدة إقامة السائح، وغياب التكامل بين المواقع، ما يحد من قدرة الصعيد على الظهور كمقصد عالمي متنوع وغني بالتراث.
الرؤية الأكاديمية المقترحة للحل.
تطوير محاور النقل وربطها بالمواقع الأثرية.
إنشاء شبكة مراكز زوار حديثة في كل موقع رئيسي.
دمج التكنولوجيا الرقمية في إدارة وترويج الوجهات.
تعزيز الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص.
تدريب كوادر متخصصة في إدارة المقاصد الأثرية والسياحية.
قضية جوهرية هامة لاثار الصعيد.
فتح ملف هذه القضية يُعد خطوة أساسية لضمان أن تتحول كنوز صعيد مصر من مواقع أثرية معزولة إلى منظومة سياحية متكاملة قادرة على جذب الزائر العالمي، وتعظيم العائد التنموي، وتأكيد الدور الحضاري للصعيد في خريطة السياحة الدولية.

