كتبت- دعاء سمير – وكالات: تجاوزت مجموعة الإمارات خلال العقد الأخير حدود النمو التقليدي القائم على تعزيز الأسطول وتوسيع شبكة الوجهات العالمية، لتنتقل إلى مرحلة جديدة ترتكز على الاستثمار في العنصر البشري، باعتباره الركيزة الأساسية للتميّز وضمانة الاستدامة طويلة الأمد.
وأولت المجموعة اهتماماً كبيراً باستقطاب الكفاءات المتميزة من مختلف أنحاء العالم، بالتوازي مع الاستثمار بسخاء في برامج التأهيل والتطوير المهني.
وخلال السنة المالية الماضية أضافت مجموعة الإمارات نحو 10431 موظفاً، ليبلغ إجمالي الموظفين في المجموعة رقماً غير مسبوق وصل إلى 121223 موظفاً، مقارنة بـ110792 موظفاً بنهاية السنة المالية 2023 – 2024، وذلك ارتفاعاً من 95322 موظفاً قبل عشر سنوات فقط. هذا الارتفاع الذي تجاوز 27% خلال عقد، حيث جاء نتيجة لسياسات توظيف مدروسة، وبرامج تطوير مهني واسعة، وتحولات عميقة في طبيعة العمل داخل الشركة، التي باتت اليوم واحدة من أكبر الجهات الموظفة في قطاع الطيران عالمياً.
وشكل الموظفون محوراً أساسياً في استراتيجية نمو طيران الإمارات، حيث ارتفع عدد العاملين إلى ما يقارب 69500 موظف، منهم 23.93 ألفاً من أطقم الضيافة يشكلون نحو 34% من إجمالي العاملين في طيران الإمارات، ويأتي هذا الارتفاع في عدد الموظفين مدفوعاً بالتوسع في شبكة الوجهات، واستلام طائرات جديدة مثل إيرباص A350، وإطلاق درجات سفر جديدة استدعت توظيف طواقم ضيافة وفنيين ومهندسين بخبرات عالية.
وأنفقت طيران الإمارات خلال السنوات العشر الأخيرة على العنصر البشري نحو 128.2 مليار درهم، حيث ارتفع حجم الإنفاق من 12.4 مليار درهم في 2015 – 2016 إلى 19 مليار درهم في 2024 – 2025. هذه الزيادة، التي تجاوزت 53%، جاءت في سياق شامل يتضمن تحسين الرواتب والعلاوات، وتوسيع برامج التدريب، وتعزيز أنظمة التأمين والرعاية الصحية، فضلاً عن الاستثمار في رفاه الموظف وبيئة العمل.
وخلال السنة المالية الماضية زادت تكاليف الموظفين بنسبة 17% الأمر الذي يرجع إلى ارتفاع أعداد الموظفين اللازمة لدعم التوسع في الأعمال.
ومن العوامل الإضافية التي ساهمت في زيادة التكاليف: الزيادات في الرواتب والترقيات والمكافآت المحسّنة وارتفاع الإنفاق المرتبط بطواقم الطيران والمضيفين الجويين بالإضافة إلى زيادة نفقات التأمين الصحي وغيرها من المصروفات المتعلقة بالموظفين.
أما «دناتا»، ذراع الخدمات الأرضية واللوجستية، فقد سجلت نمواً أكبر في التوظيف، حيث ارتفع عدد العاملين لديها خلال العقد الأخير من 34117 موظفاً بنهاية السنة المالية 2015 – 2016 إلى نحو 51700 موظف بنهاية السنة المالية الماضية بنمو 51%، نتيجة لاتساع رقعة عملياتها حول العالم ودخولها أسواقاً جديدة في أوروبا وأمريكا وآسيا.
وخلال العقد الأخير، سجلت «دناتا» نمواً لافتاً في إنفاقها على الموظفين، انعكاساً مباشراً لاتساع أعمالها وتوسعها العالمي المتسارع. ففي عام 2015 – 2016 بلغ حجم الإنفاق على القوى العاملة نحو 3.84 مليارات درهم، في حين وصل هذا الرقم في العام المالي 2024 – 2025 إلى 7.9 مليارات درهم، أي بزيادة تفوق 116% خلال عشر سنوات.
في حين بلغ إجمالي ما أنفقته دناتا على الموظفين خلال السنوات العشر الأخيرة نحو 52.9 مليار درهم، ما يرسّخ التزامها بالاستثمار طويل الأمد في الكفاءات البشرية باعتبارها محركاً رئيساً للنمو المستدام وكفاءة العمليات.
ولم تكن هذه الأرقام مجرد نتيجة طبيعية لنمو الشركة، بل نتاج رؤية واضحة ترى أن استقطاب أفضل الكفاءات يتطلب بيئة محفّزة ومجزية.
فخلال السنوات الأخيرة، أطلقت المجموعة مبادرات داخلية نوعية مثل مركز «وجهتي» المخصص لخدمة الموظفين، وبرامج الابتعاث الجامعي والتدريب المبكر للمواطنين، كما رفعت حزم التعويضات في عدد من الدول لمواجهة ارتفاع تكاليف المعيشة.
اقرأ أيضًا: