كتبت- سها ممدوح – وكالات: أظهر استطلاع أجرته “القناة 12” العبرية، أن غالبية الإسرائيليين باتوا يخشون السفر إلى الخارج، في ظل الأزمة الدولية التي تواجهها تل أبيب على خلفية تفاقم الوضع الإنساني في غزة.
وبحسب الاستطلاع، فإن “67% من الإسرائيليين يشعرون أن سياسة الحكومة لا تمثلهم، بسبب ما يعانونه من تداعيات، في حين أكد 56% أنهم لن يتمكنوا مستقبلًا من السفر إلى الخارج نتيجة تنامي كراهية العالم لهم”.
أشار موقع “واللا” العبري إلى تقرير صدر أخيرًا عن وزارة “الشتات ومكافحة معاداة السامية الإسرائيلية”، كشف عن تضاعف استثنائي في حالات الرفض والملاحقة التي يتعرض لها الإسرائيليون في الفضاءات الواقعية والافتراضية بسبب الحرب على غزة.
ووفق التقرير، سُجلت خلال يونيو/حزيران وحده نحو 14.7 مليون إشارة “معاداة للسامية” على وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى 2.8 مليون منشور يدعو إلى نزع الشرعية عن إسرائيل.
وشملت هذه الحملات، التي تنوعت سياقاتها، اعتداءات عنيفة في بعض المواجهات الميدانية، لكنها لم تسفر عن خسائر بشرية.
وفق التقرير، فإن “الحرب المستمرة على غزة ومعاناة المدنيين الفلسطينيين تشكل الخلفية الأوضح للحوادث الجديدة، وهي كلمة السر في معظم المضايقات الموجهة ضد الإسرائيليين حول العالم”.
وبحسب الرصد الحكومي، يواجه المسافرون الإسرائيليون إلى أوروبا مضايقات متزايدة تشمل الإهانة والطرد والعنف في عدد كبير من الدول، ما يعكس تنامي رفض وجودهم في القارة.
وبينما تتحول بعض الحوادث إلى تحقيقات جنائية، تنتهي الغالبية منها بطرد الإسرائيليين بطرق غير مباشرة، مثل وقف عروض موسيقية لحين مغادرتهم المكان، أو القبض عليهم بتهم ارتكاب جرائم حرب، إلى جانب حوادث الطرد من المطاعم.
وبرزت ظاهرة جديدة تمثلت في إنزال ركاب إسرائيليين من الطائرات من قِبل بعض شركات الطيران، وفق تقرير “واللا”.
ويشير التقرير إلى “تزايد الحوادث التي تستهدف إسرائيليين على خلفية نشاطهم العسكري، إذ طالت إجراءات قانونية جنودًا في الخدمة والاحتياط متهمين بارتكاب جرائم إبادة جماعية”.
ونقل “واللا” عن مصادر أن بعض هذه المضايقات تهدف لإيصال رسالة واضحة: “أنتم كإسرائيليين غير مرحب بكم في أي مكان”.
ولا تستهدف التحركات المقيمين فحسب، بل طالت السياح الإسرائيليين أيضًا، فقد رُفعت أخيرًا قضايا ضد بعضهم، كما شهدت بعض الدول مظاهرات تطالب بعدم استقبالهم.
وامتدت المطاردات إلى منع الحفلات والمعارض، مثل إلغاء حفل للدي جي الإسرائيلي “سكازي” في مهرجان “تومورولاند” ببلجيكا لأسباب أمنية، بعد إهدائه الحفل للأسرى في غزة.
وفي هولندا، قُدمت شكوى ضد رائد طيران إسرائيلي لحضوره مؤتمرًا للتكنولوجيا، بدعوى مسؤوليته عن هجمات على غزة.
وفي قبرص، اتُّهم جندي إسرائيلي درزي بارتكاب جرائم حرب بعد تصويره وهو يدمر مباني مدنية.
ونالت واقعة عض شاب سوري أذن سائح إسرائيلي على شاطئ يوناني شهرة واسعة، في حين تكررت شكاوى من اعتداءات على شبان إسرائيليين على خلفية هويتهم، خاصة في اليونان، التي وصفها التقرير بـ”البيئة المعادية”.
وامتدت الملاحقات إلى العديد من العواصم الأوروبية، بحسب تقارير، إذ تتابع مؤسسة “هند رجب” للعدالة الدولية المتهمين بارتكاب جرائم حرب، وتشمل ملاحقات من قنّاص في لشبونة إلى ضباط سياح في مدريد وجنود في مهرجانات موسيقية فرّوا من بلجيكا إلى هولندا.
اقرأ أيضًا: