كتبت – مروة الشريف : تشهد مصر حالة من الترقب والاستعداد لمرحلة جديدة من الاستثمارات المليارية في قطاعي السياحة والضيافة، مع توقعات بحدوث طفرة غير مسبوقة في أعداد الزائرين خلال السنوات القليلة المقبلة. ويأتي ذلك في ظل استمرار النمو في الطلب العالمي على المقصد المصري، إلى جانب توسّع شركات الطيران، وتحسّن بيئة الاستثمار، وتطور البنية التحتية السياحية على مستوى الجمهورية.
تشير التقديرات الحكومية والدولية إلى أن مصر تتجه لاستقبال عشرات الملايين من السائحين خلال العقد القادم، في ظل ارتفاع وتيرة الحجوزات، وعودة الأسواق التقليدية بقوة، وتحسّن أداء الأسواق الواعدة مثل شرق آسيا وأمريكا اللاتينية. هذا النمو المتوقع يضع ضغوطًا كبيرة على طاقات الاستيعاب الفندقية الحالية، ما يجعل الاستثمار السريع والفعال ضرورة ملحة.
تعمل شركات استثمارية عربية وعالمية على التفاوض لإطلاق مشروعات فندقية ومنتجعات سياحية في القاهرة والبحر الأحمر والعلمين الجديدة، تشمل علامات فاخرة وشواطئ متخصصة وسياحة ترفيهية وبيئية. كما تُخطط مؤسسات تشغيل دولية لزيادة حضورها عبر افتتاح عشرات الفنادق من مختلف الفئات، إلى جانب تحديث شامل للفنادق التاريخية والتراثية.
توسع في الطاقة الفندقية لمواجهة الطلب
من المتوقع، بحسب مصادر في القطاع، أن تحتاج مصر إلى مضاعفة عدد الغرف الفندقية خلال السنوات المقبلة، بما يستلزم استثمارات تتراوح بين 5 و10 مليارات دولار في مراحل أولى فقط. وتشمل التوسعات إنشاء مجتمعات سياحية متكاملة، ومراكز مؤتمرات دولية، ومراسي سياحية حديثة قادرة على دعم ازدهار سياحة اليخوت.
تعمل الحكومة المصرية على توفير حوافز وتسهيلات تشريعية وضريبية جديدة، من بينها:
-
تسريع إجراءات تخصيص الأراضي للمشروعات الفندقية.
-
منح إعفاءات ضريبية للمشروعات في المناطق الجديدة.
-
تفعيل نظام الرخصة الذهبية للمشروعات الاستراتيجية.
-
تعزيز البنية التحتية من طرق ومطارات وخدمات لوجستية.
هذه الخطوات تعكس رغبة واضحة في مضاعفة الاستثمارات السياحية وتحويل مصر إلى مركز إقليمي رائد في الضيافة والترفيه.
سياحة متنوعة تستوعب شرائح جديدة
يتوقع الخبراء أن تشهد مصر توسعًا في منتجها السياحي، بما يشمل:
-
السياحة الثقافية والتراثية
-
السياحة الفاخرة
-
السياحة العلاجية
-
سياحة المؤتمرات والمعارض
-
السياحة البيئية
-
السياحة البحرية واليخوت
هذا التنوع من شأنه زيادة مدة الإقامة ورفع متوسط الإنفاق السياحي، ما يعزز العائدات ويُسرّع استرداد الاستثمارات.
نظرة مستقبلية
مع استمرار الزخم في القطاع وتزايد الثقة الدولية في مصر كمقصد مستقر وجاذب، تبدو البلاد على أعتاب مرحلة نمو تاريخية. فالمزيج بين الطفرة المتوقعة في أعداد الزائرين، والاستثمارات المليارية المنتظرة، والحوافز الحكومية، قد يجعل قطاع السياحة والضيافة أحد أهم محركات الاقتصاد المصري خلال السنوات القادمة.
إقرأ أيضاً :
رئيس الوزراء يستعرض الموقف التنفيذي والمالي للمبادرة الرئاسية “حياة كريمة”

