أرجعت صحيفة “فايننشيال تايمز” – في تقرير – هذا الهبوط إلى ضبابية الرؤية في قطاع الطاقة المتجددة بوجه عام مع تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
وأشارت إلى توقيع ترامب يوم الإثنين الماضي أمرا تنفيذيا يبادر فيه بالانسحاب من “اتفاق باريس للمناخ”، الموقع عام 2016، كجانب من مسعى عالمي للحد من التغير المناخي.
وكشفت شركة “أورستد”، الدانماركية العالمية المتخصصة في توليد طاقة الرياح من البحر، أن قيمتها تدهورت بواقع 12.1 مليار كرونة دانماركي (بما يعادل 1.7 مليار دولار أمريكي)، وعزت ذلك إلى ارتفاع معدلات الفائدة، وتحديات سلاسل الإمداد، وحالة عدم اليقين التي أضرت بقيم إيجارات منصاتها البحرية.
ومنيت أسهم “أورستد” المدرجة في بورصة كوبنهاجن بتراجع حاد تجاوز 17% اليوم، لتضاف إلى جملة خسائرها على مدار العام الماضي، وجاء الهبوط الحاد الأخير، الذي أعلنته المجموعة الدانماركية، بعد ساعات قليلة من تنصيب الرئيس ترامب وقراره الفوري بتعليق منح أي تراخيص إيجار لمنصات بحرية جديدة.
ووفق الصحيفة البريطانية، شكل إعلان مساء /الإثنين/ بتنصيب ترامب، ضربة لجهودها للتخلص من حالة التدهور والانحفاض الحاد الذي أصاب المجموعة الدانماركية بواقع 28.3 مليار كرونة دانماركي في محفظتها داخل الولايات المتحدة الأمريكية خلال عام 2023.
وتشير الصحيفة إلى أن نهج ترامب يميل إلى الضغط بشدة على هذا القطاع، كما هبطت في الوقت نفسه أسعار أسهم شركة “فيستاس”، المصنعة لتوربينات الرياح والمدرجة في الدنمارك، بأكثر من 4% في التعاملات المبكرة اليوم.
وفي حديثه مع محللين اليوم، قال الرئيس التنفيذي لشركة “أورستد”، مادس نيبر، إن الشركة تراجع أمر التعليق الذي أصدره ترامب، لكنه تجنب التعليق بأكثر من ذلك، وإثر إعلان هبوط قيمة الشركة، قال نيبر إنهم أصيبوا “بإحباط شديد”، لكن الشركة ستبقى “ملتزمة بالسوق الأمريكي على المدى البعيد”.
وكانت شركة “أورستد” قد دخلت الولايات المتحدة في 2018، كشركة رائدة في مجال توليد طاقة الرياح في البجر، لكنها كافحت كثيرا، بالتوازي مع العديد من نظرائها، عندما تم رفع معدلات الفائدة وخضوع سلاسل الإمداد لضغوط وقيود حادة في أعقاب اندلاع جائحة كوفيد-19″.
وخلال نوفمبر 2023، قالت إنه تم حرمانها من مشروعين على سواحل نيوجيرسى، ما أصاب حملة الأسهم بالفزع وانخفضت قيمة الأسهم بنجو 28.4 مليار كرونة دانماركي، وهو ما فاق التوقعات.
وفي محاولة لضبط أعمالها، قالت الشركة في فبراير الماضي، إنها علقت منح توزيعات أرباح على أسهمها، وقلصت أكثر من 800 وظيفة، وانسحبت من أسواق توليد طاقة الرياح من البحر في كل من النرويج وإسبانيا والبرتغال، في محاولة للتركيز على المناطق الرئيسية.
وأفادت شركة “أورستد”، في بيان الإثنين، إن زيادات معدلات الفائدة لفترات طويلة في الولايات المتحدة دفعت التكاليف الرأسمالية إلى أعلى، وبلغت نحو 4.3 مليار كرونة دانماركي، من إجمالي التدهور في القيمة الذي بلغ 12.1 مليار كرونة دانماركي.
إلا أن، “أورستد” حرصت على إنجاز هدفها للأرباح التشغيلية للعام بأكمله عند 24.8 مليار كرونة دانماركي في 2024.
وقبيل تراجع اليوم، كانت أسهم “أورستيد” قد هبطت بنسبة 20 % تقريبا في الاثنى عشر شهرا الأخيرة، وأقل بنسبة 77 % من مستوى الذروة الذي بلغته في يناير 2021 حين حظيت الأسهم البيئية اهتماما كبيرا من المستثمرين والمتداولين.