على مدار عام 2025، أخذ تقليد عافية عريق في بلدان الشمال الأوروبي يعود إلى آلاف السنين يكتسب زخما حول العالم.
من الحمّامات الحضرية وأكواخ السباحة البرية على السواحل إلى نوادي الأعضاء والمساحات المؤقتة المصممة بعناية، باتت ثقافة الساونا جزءا راسخا من التيار العام.
ولم تُحتضن بوصفها نزعة عافية فحسب، بل أيضا كطقس اجتماعي وترياق لحياة العصر الحديثة.
“من غرف بخار تحت الأرض محفورة في الصخر إلى ساونات عائمة من تصميم معماري تنساب فوق مياه القطب الشمالي، تعيد بلدان الشمال تعريف العافية بأساليب تبدو قديمة وحديثة على نحو مدهش في آن”، تقول شركة “Off the Map Travel” التي تنسّق مغامرات مفصّلة عبر المنطقة.
وقد رصدت الشركة اهتماما متزايدا بتجاربها القائمة على الساونا. إليكم خمسة من أكثرها تميزا في بلدان الشمال الأوروبي.
استمتع بالحرارة على نهر جليدي في النرويج
توجهوا إلى النرويج لتجربة ساونا تتمحور حول المشهدية، متموضعة على حافة نهر جليدي. “Isbreen the Glacier” عبارة عن مجموعة من قباب إيغلو فاخرة بهيكل جيوديسي عند سفوح جبال فنمارك، مع إطلالات بانورامية على المضيق البحري والقمم المحيطة.
تشمل الأنشطة قيادة دراجات الثلج عبر البراري المتجمدة، والتزلج عبر البلاد أو جولات التزلج مع مرشدين محليين خبراء، والمشي بأحذية الثلج تحت سماء الليل بحثا عن الشفق القطبي.
وعند العودة إلى المخيم، تتلاقى الحرارة والبرودة إذ يتدفأ الضيوف بعد نزهات جليدية وسباحات قطبية داخل ساونا تحيط بها مناظر طبيعية خام آسرة. فالممارسة هنا ليست مجرد إضافة عافية؛ بل طقس للبقاء.
حلّق في ساونا عالية في هلسنكي
ستُعاد افتتاح “SkySauna” في هلسنكي في أبريل 2026، وهي تجربة ترتفع حرفيا حيث يمكنكم الاستمتاع ببخار لطيف بينما تشاهدون المرفأ وأفق المدينة من عجلة بانورامية.
يمكن استئجار السبا لما يصل إلى 15 شخصا كحد أقصى. ويمكن لجندولة الساونا أن تستوعب أربعة إلى خمسة أشخاص في الوقت نفسه، ما يتيح لبقية المجموعة الاسترخاء في حوض ماء ساخن أو صالة خاصة أو على الشرفة.
لكن الجلسة الخاصة ليست رخيصة؛ إذ تبدأ من 240 يورو في الساعة.
تبخّر في منتجع أنيق في السويد
الفندق اللافت “Arctic Bath” عبارة عن ساونا ومنتجع دائري عائم راسٍ على نهر لولِه في السويد.
جريء معماريا لكنه متجذر بعمق في ثقافة الاستحمام الشمالية؛ فالبنية الشبيهة بالعشّ تبدو وكأنها تثبيت فني معاصر أُلقي في قلب المشهد القطبي.
يتنقل الضيوف بين الساونا وغطسات النهر وغرف العلاجات بينما يتساقط الثلج بهدوء من حولهم، ثم يتناولون مساء أطباقا راقية ومستدامة.
تجوّل في بحيرة قطبية على سفاري عائم
لبلوغ أقصى درجات السكينة الصيفية، زروا “Floating Safari Camp” وطوف الساونا الخاص به في خليج من بحيرة ديغيرسيليت، جنوب الدائرة القطبية الشمالية مباشرة.
وتتضمن هذه التجربة المتنقلة بالساونا الانسياب فوق مياه زجاجية نهارا والرسو تحت سماء مضيئة بلا نهاية ليلا.
ويمكن للضيوف أيضا ركوب الكاياك وصيد السمك والسباحة في مياه معتدلة على نحو مفاجئ؛ ففي الصيف تتراوح درجات الحرارة بين 18 و25 درجة. ويتسع المخيم العائم لستة أشخاص، وتشمل التجربة طاهيا خاصا.
تعرّق تحت الأرض في السويد
لإطلالة مغايرة تماما، انزلوا على عمق 80 مترا تحت الأرض في منجم سابق بالسويد لخوض مغامرة مسار للساونا.
يرشد “معلم الساونا” الضيوف عبر التجربة، ويروي أسطورة “سيدة المنجم” التي كانت ترعى العمال.
داخل الجدران الصخرية، تبقى درجة الحرارة ثابتة على مدار العام، إذ تتراوح بين أربع وخمس درجات، ما يتيح للمشاركين الاستمتاع بتباينات مستمرة مع دفء الساونا البخاري.
ويشمل البرنامج توقفا لتذوق مشروبا محليا غير كحولي من مصنع “Sahlins”، إضافة إلى طبق جبن ولحوم معالجة من مَلبنة “MurboAnnas”. وفي المجمل تستغرق التجربة نحو ثلاث ساعات ونصف.

