كتبت- دعاء سمير – وكالات: وجّهت هيئة الطيران المدني في الهند، المديرية العامة للطيران المدني DGCA، تحذيراً شديد اللهجة لشركة «إير إنديا»، مهددة باتخاذ إجراءات تنفيذية بسبب انتهاكات متكررة لمعايير السلامة الجوية تتعلق بإدارة إرهاق الطواقم وتدريبهم، وذلك بحسب وثائق رسمية اطّلعت عليها رويترز.
يأتي التحذير في أعقاب حادث تحطّم مأساوي لطائرة بوينغ 787 تابعة للشركة في مدينة أحمد آباد الشهر الماضي، أودى بحياة 260 شخصاً، في أسوأ كارثة جوية يشهدها العالم خلال السنوات العشر الأخيرة.
وأوضحت الوثائق أن «إير إنديا» كانت قد أبلغت بشكل طوعي عن تلك الثغرات التي وقعت خلال عامي 2024 و2025، وذلك قبل أيام فقط من الحادث.
وتضمنت الإخلالات المسجّلة 29 انتهاكاً من بينها عدم منح الطيارين فترات الراحة الإلزامية، وضعف الامتثال لتدريبات المحاكاة، وغياب التدريب على المطارات المرتفعة، وتسيير رحلات دولية بطواقم غير مكتملة من أفراد الضيافة الجوية.
وجاء في أحد التحذيرات الرسمية أن «تكرار هذه المخالفات يشير إلى فشل في تطبيق ضوابط فعّالة داخل الشركة»، مضيفاً أن «المشكلات المنهجية المرتبطة بمراقبة الالتزام وتخطيط الطواقم وحوكمة التدريب لا تزال قائمة، رغم التحذيرات المتكررة والإجراءات التنفيذية السابقة».
وقد تواجه «إير إنديا» عقوبات تنظيمية محتملة مثل فرض غرامات مالية أو حتى إقالة مسؤولين تنفيذيين.
في المقابل، ردّت الشركة ببيان أكدت فيه أن المخالفات تتعلق بإفصاحات طوعية قامت بها خلال العام الماضي، وأضافت «نحن ملتزمون بسلامة طواقمنا وركّابنا وسنرد على ملاحظات الهيئة بالشكل المناسب».
كخلفية لهذا التحطم، التحقيقات الأولية في حادث أحمد آباد كشفت عن ارتباك داخل قمرة القيادة، إذ تم تفعيل مفاتيح التحكم بالوقود بشكل متزامن تقريباً عقب الإقلاع، ما أدى إلى توقف المحركين.
كما أشارت التقارير إلى حوار صادم بين الطيارين، إذ سأل أحدهم الآخر «لماذا أغلقت الوقود؟» ليأتي الرد «لم أفعل ذلك».
سلّطت هذه الكارثة الضوء على أهمية الالتزام الصارم بمعايير التدريب والتخطيط في شركة تسعى لإعادة بناء سمعتها وسط منافسة شرسة في سوق الطيران الهندي المتنامي.
اقرأ أيضًا: