كان عام 2025 عامًا بارزًا في عالم السفر، مع ازدهار اتجاهات مثل العطلات القائمة على التجارب وسياحة الحنين إلى الماضي. كما زاد اعتماد مزيد من الناس على أدوات الذكاء الاصطناعي لحجز الرحلات وتبسيط التخطيط.
العافية والمغامرة والسفر في أحضان الطبيعة شهدت انتعاشًا عالميًا جديدًا، مع تركيز أكبر على السياحة المستدامة والأماكن ذات الجمال الطبيعي الخام.
سلطت جوائز اختيار المسافرين لعام 2025 من تريب أدفايزر الضوء على أفضل وجهات العام ضمن تصنيف “Best of the Best Destinations”. ويعتمد التصنيف على الأماكن التي تلقت حجمًا كبيرًا من المراجعات الاستثنائية من مجتمع تريب أدفايزر خلال الأشهر الـ 12 الماضية.
فما هي الوجهات الأكثر شعبية هذا العام؟
لندن: معالم أساسية وشوارع نابضة بالحياة
ليس من المستغرب أن تتصدر لندن قائمة “Best of the Best Destinations” هذا العام، إذ أوصى مستخدمو تريب أدفايزر بأسواق السلع الرخيصة وأسواق الشوارع، والجولات سيرًا على الأقدام، والرحلات النهارية، وأنشطة عيد الميلاد باعتبارها ضرورية للزوار.
من أناقة حدائق كنسينغتون الهادئة إلى حيوية “بريك لاين”، كل يوم في لندن جديد ومثير ومليء بأماكن تستحق الاستكشاف.
لا تفوّت المعالم التي تتصدر قوائم الأمنيات مثل بيغ بن، ودير وستمنستر، ومدام توسو، وبرج لندن، والمتحف البريطاني، قبل القيام بنزهة طويلة مريحة في هايد بارك أو حديقة كيوتو.
يمكن للمسافرين الاستمتاع برحلة نهرية في نهر التايمز، أو استكشاف أسواق مثل “بورو” و”بورتوبيلو رود” و”كامدن” لانتقاء الملابس القديمة والمأكولات والحِرف.
عشّاق الطعام يمكنهم التمتع بجلسة شاي ما بعد الظهيرة في “ذا سافوي”، أو “روست” الأحد الدسم، أو أطباق لندن الكلاسيكية مثل الكاري في “ديشوم” و”فيش أند تشيبس” في “بوبّيز”.
أقم في كوفنت غاردن أو سوهو لموقع مركزي نابض بالحياة وسهولة الوصول إلى معظم المعالم، أو في شوردتش للمقاهي العصرية ومتاجر الملابس القديمة. ولتجربة محلية، توجّه إلى هاكني، أو إلى هامبستد لحانات مريحة بطابع قروي.
بالي: شواطئ لا تنتهي، ومذاقات محلية، واسترخاء تقليدي
حلّت بالي في المركز الثاني ضمن قائمة “Best of the Best Destinations” كوجهة مثالية للتجدد الثقافي والبدني هذا العام. كما تصدّرت قائمة تريب أدفايزر لأفضل الوجهات الثقافية في 2025.
تقدم بالي شواطئ لا تنتهي ومناظر خضراء وارفة؛ يمكن للمسافرين تسلق جبل باتور لمشاهدة شروق شمس أخّاذ، أو استكشاف مدرجات الأرز في تيغالالانغ، ثم التوجه إلى معبد تيرتا إمبول لإجراء طقس التطهير. ولا يفوّت معبد أولوواتو.
عشّاق الرياضات المائية يمكنهم ركوب الأمواج في أولوواتو أو كانغو، والسباحة عند شلالات بانيومالا وألينغ-ألينغ، أو القيام برحلة نهارية إلى نوسا بينيدا للغطس مع سمك المانتا. ولعشّاق الطبيعة زيارة مزرعة قهوة أو مشاهدة القرود في محمية غابة القردة المقدسة.
لرحلة أكثر استرخاءً، انغمس في تدليك بالينيزي تقليدي، أو استمتع بشواطئ نوسا دوا أو سانور.
تذوّق أطباق بالي الأصيلة مثل “Babi Guling” (لحم خنزير مشوي)، و”Nasi Campur” (أرز مشكّل)، و”Sate Lilit” (ساتيه من اللحم المفروم).
يمكن للمسافرين الإقامة في سيمينياك لحياة ليلية ومطاعم عصرية، أو في أوبود لمزيج ثري من الطعام والثقافة والطبيعة وتجربة أكثر هدوءًا. اختر فندقًا في كانغو لأجواء ركوب أمواج مريحة، أو في نوسا دوا لمنتجعات فاخرة على الشاطئ. أما إن كانت الأولوية للسهولة والوجود في قلب المدينة، فاختر كوتا.
دبي: معالم أيقونية، تجارب فاخرة، ومغامرات في الصحراء
جاءت دبي في المرتبة الثالثة ضمن قائمة أفضل الوجهات لعام 2025، وقد برزت سريعًا كواحدة من أشهر وجهات العطلات في العالم خلال السنوات الأخيرة.
ورغم أن ظواهر مثل “Dubai Chocolate” أسهمت في رفع مكانة المدينة عالميًا، فإن دبي تقدم أيضًا باقة واسعة من تجارب الفخامة والمطاعم الراقية. ويمكن للمسافرين الانبهار بمعالم شهيرة مثل برج خليفة، أو استكشاف دبي مول العملاق.
تجوّل في الأسواق مثل سوق الذهب، أو توجّه إلى مركز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتواصل الحضاري للتعرف أكثر إلى الثقافة المحلية وأنماط الحياة.
عشّاق المغامرة أمامهم وفرة من الخيارات كالملاهي المائية مثل وايلد وادي، والاسترخاء على الشواطئ، أو خوض سفاري الصحراء، قبل زيارة “دبي ميركل غاردن” لمشاهدة عروض الزهور المبهرة.
تذوّق مأكولات محلية مثل الشاورما، و”المجبوس” (طبق من الأرز واللحم)، أو لحم الجمل المحشو، ثم اختم بحلوى مثل الكنافة (حلوى من السميد بطبقات وحشوة جبن حلوة).
أقم في دبي مارينا أو في منطقة مساكن شاطئ جميرا (JBR) للاستمتاع بالمطاعم والشواطئ، أو في وسط دبي لسهولة الوصول إلى دبي مول وبرج خليفة. ويمكن للمسافرين بميزانيات محدودة إيجاد خيارات كثيرة في ديرة، بينما توفر جزيرة النخلة تجربة أكثر فخامة لمن يرغب في تدليل نفسه.
صقلية: براكين، أطباق إقليمية، وإيطاليا الأصيلة
تفوقت صقلية على مدن إيطالية شهيرة مثل روما والبندقية في 2025 لتحجز المركز الرابع في قائمة “Best of the Best Destinations”. وبين البراكين والشواطئ وتنوع المأكولات الإقليمية، تبقى صقلية مفضلة لمن يريد تذوق إيطاليا الأصيلة بعيدًا عن الازدحام.
يمكن للمسافرين زيارة أكثر براكين أوروبا نشاطًا، جبل إتنا، لخوض مغامرة خارج المألوف، أو استكشاف بلدات الباروك مثل راغوزا ونوتو، فضلًا عن العمارة العربية-النورمانية في باليرمو. ولمن يفضل يومًا مريحًا، يمكن الاسترخاء على شواطئ تشيفالو أو القيام برحلة بالقارب إلى جزر إيوليه من تراباني.
جرّب أطباق صقلية المحلية مثل “arancini” (كرات أرز مقلية محشوة بحشوات متنوعة)، و”cannoli” (قشرة عجين مقلية محشوة بريكوتا حلوة)، و”caponata” (طبق باذنجان حلو-حامض).
أقم في باليرمو لمزيج نابض من الثقافة والتاريخ وطعام الشارع، أو في تاورمينا لما تزخر به من مبانٍ قروسطية ومسرح قديم. ويمكن أيضًا اختيار راغوزا لجمالها الساحلي أو تشيفالو لمطبخها الإقليمي.
باريس: رَومانسية خالدة وثقافة ومطبخ
حجزت باريس المركز الخامس في قائمة “Best of the Best Destinations” بفضل رومانسيّتها الخالدة وعمارتها وثقافتها. يمكن للمسافرين الصعود إلى قمة برج إيفل الأيقوني، وزيارة كاتدرائية نوتردام، ومشاهدة روائع الفن العالمي في اللوفر، أو القيام برحلة نهرية على السين.
لاستكشاف الثقافة والموضة الفرنسية، تجوّل في صالات العرض في لو ماريه، أو استكشف متاجر المصممين الفاخرة والراقية على جادة الشانزليزيه. ثم امشِ على مهل في حدائق لوكسمبورغ، أو توجّه إلى الحي اللاتيني لأجواء طلابية نابضة.
دلّل نفسك بحلويات فرنسية كلاسيكية مثل “pains au chocolat” و”macarons” و”croissants” و”crêpes”، أو تذوّق أطباقًا تقليدية مثل “كونفيه البط”، و”إسكارجو” (حلزون)، و”ستيك فريت”.
أقم في الحي اللاتيني إن كانت ميزانيتك محدودة، أو في الدائرة السابعة لمن يرغب في القرب قدر الإمكان من برج إيفل. وبينما تقدّم منطقة مادلين فنادق فاخرة ورفاهية باذخة، يتميز لو ماريه بمطاعمه وحاناته ومتاجره النابضة.
روما: تاريخ أيقوني ومطبخ إيطالي
إيطاليا هي الدولة الوحيدة التي تضم مدينتين بارزتين ضمن العشرة الأوائل في تصنيف هذا العام. وقد جاءت روما في المركز السادس بفضل ما تزخر به من معالم تاريخية أيقونية لا تُحصى.
زر معالم أساسية مثل المنتدى الروماني والكولوسيوم، ثم استكشف “تشنترو ستوريكو”، قلب روما التاريخي، إلى جانب منطقتي كامبو دي فيوري وتراستيفيري النابضتين بما تضمانه من أسواق وحياة ليلية. كما يُعدّ البانثيون من المعالم التي لا بد من زيارتها.
بوسع الزوار أيضًا التوجه إلى دولة الفاتيكان لمشاهدة كنيسة سيستين، ومتاحف الفاتيكان، وقاعة الخرائط، وغرف رفائيل. ولا تفوّت تذوق أشهر أطباق المعكرونة الرومانية مثل “cacio e pepe” و”spaghetti alla gricia” و”spaghetti carbonara”، إضافة إلى “maritozzi” (خبز حلو) و”gelato”.
للاحتكاك بالحياة المحلية والقرب من التراتوريا العائلية، اختر الإقامة في تراستيفيري، أو اتجه إلى تشنترو ستوريكو لسهولة الوصول إلى نافورة تريفي والبانثيون. وإذا كنت تبحث عن الابتعاد قليلًا عن الحشود مع الحفاظ على الأناقة، فاختر حي براتي.
هانوي: مدينة بأسعار معقولة وطعام شارع نابض
هانوي مدينة أخرى من جنوب شرق آسيا حجزت مكانًا ضمن العشرة الأوائل هذا العام بفضل أسعارها المعقولة وأجوائها الهادئة.
يمكن للمسافرين زيارة متحف فيتنام للإثنولوجيا للتعرف إلى 54 جماعة إثنية في البلاد، أو استكشاف الحي القديم النابض بالحياة. كما يمكنك التوجه إلى أقدم باغودا بوذية في هانوي، باغودا تران كوك، يتبعها نزهة حول بحيرة هوان كيم.
المساء مثالي لجولات طعام الشارع بصحبة مرشدين لاكتشاف أطباق مخبأة وجواهر محلية.
لا تفوّت “pho bo”، حساء نودلز لحم بقري أصيل من هانوي، و”bun cha” (فطائر لحم مشوية تُقدّم مع أعشاب ونودلز)، و”banh mi” (باغيت فيتنامي بحشوات متنوعة). وأتمّ التجربة بفنجان من قهوة البيض الشهيرة المصنوعة من حليب مكثف وقهوة وصفار البيض.
قد يفضّل الزوار لأول مرة الإقامة في الحي القديم لموقعه المركزي، بينما يمكن لعشّاق الثقافة اختيار فندق في با دينه. ولإقامة أكثر هدوءًا اختر تاي هو، في حين توفّر هاي با ترونغ درجات حرارة أكثر اعتدالًا في المواسم الحارة.
مراكش: عمارة تاريخية، يخنات بطيئة النضج، وإقامات راقية
مراكش هي المدينة الإفريقية الوحيدة التي ضمنت مكانًا في قائمة “Best of the Best Destinations”، إذ حلّت في المرتبة الثامنة بفضل ثقافتها الغنية وعمارتها التاريخية.
يمكن للمسافرين البدء باستكشاف المدينة العتيقة، المدينة المسوّرة التاريخية التي تمنح لمحات معمّقة عن الحياة المحلية والأسواق. وتوجّه ليلًا إلى ساحة جامع الفنا للمؤدين وأكشاك الطعام، إلى جانب قصر الباهية الأخّاذ. ثم اتبع ذلك بنزهة هادئة في حدائق ماجوريل.
تتيح مراكش أيضًا سهولة القيام برحلات نهارية إلى جبال الأطلس، إضافة إلى عشاءات في الصحراء وركوب الجمال في صحراء أغافي.
تذوّق “الطنجية” باللحم، وهي يخنة تُطهى ببطء، و”الكسكس”، فضلًا عن “الطاجين”، وهو يخنة تُقدَّم في قدر فخاري مخروطي، و”الحريرة”، حساء طماطم تقليدي بالعدس والحمص. ولا تنسَ إبريقًا كبيرًا من الشاي بالنعناع!
لإقامة راقية بفنادق فخمة اختر الحي الشتوي (Hivernage)، أو بيتًا مغربيًا تقليديًا يُعرف باسم “رياض” لتجربة ضيافة محلية أصيلة. ولإقامة أكثر استرخاءً توجّه إلى النخيل، أو إلى القصبة لمن يرغب في البقاء في قلب المدينة.