الدخل السلبي هو ذلك النوع من الدخل الذي يتم تحقيقه دون الحاجة إلى الانخراط المباشر أو المستمر في العمل، ويتيح هذا النموذج للأفراد جني الأموال بشكل منتظم من خلال استثمارات أو أصول تم إعدادها مسبقاً.
ويُعتبر هذا النوع من الدخل وسيلة لتحقيق الحرية المالية؛ إذ يمكن للأفراد التركيز على أنشطة أخرى مثل تطوير مهاراتهم أو التفرغ لأعمالهم الأساسية، مع استمرار تدفق الإيرادات من مصادرهم السلبية.
ويمكن للإنترنت أن يكون منصة مثالية لإنشاء مصادر دخل سلبي؛ من بين هذه المصادر الشائعة هو إنشاء المحتوى الرقمي مثل الكتب الإلكترونية أو الدورات التدريبية التي يمكن بيعها عبر منصات مختلفة، بالإضافة إلى ذلك، يُمكن تحقيق دخل سلبي من خلال الاستثمار في التسويق بالعمولة، حيث يحصل الشخص على عمولات مقابل ترويج منتجات أو خدمات شركات أخرى. كما تُعد التجارة الإلكترونية وإدارة المتاجر الآلية باستخدام منصات مختلفةمن الطرق الفعّالة في هذا السياق.
أبرز الاستراتيجيات
من جانبه، يقول أستاذ الاقتصاد الدولي والخبير الاقتصادي، الدكتور علي الإدريسي، لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” إن الدخل السلبي يُعد أحد المفاهيم الاقتصادية التي تلعب دورًا متزايدًا في تعزيز الاستقلال المالي للأفراد وتحقيق أرباح مستدامة دون الحاجة إلى العمل المستمر أو الجهد اليومي المباشر بعد إنشاء مصدر الدخل.
ويشير إلى أن هناك عديداً من الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق الدخل السلبي، خاصة عبر الإنترنت، مؤكدًا أن التطور التكنولوجي أسهم في إتاحة فرص غير مسبوقة للأفراد للاستفادة من مواردهم الرقمية والإبداعية. ومن بين أبرز مصادر وأفكار الدخل السلبي، ومن بينها أدوات عبر الإنترنت:
- الاستثمار في الأسهم وصناديق الاستثمار: يُمكن تحقيق أرباح من توزيعات الأرباح أو ارتفاع قيمة الأصول.
- بيع المنتجات الرقمية، مثل الكتب الإلكترونية والقوالب الجاهزة أو الأعمال الفنية وغير ذلك.
- إنشاء صفحة أو قناة على يوتيوب لنشر المحتوى، وتوليد الإيرادات من الإعلانات أو الشراكات.
- التسويق بالعمولة أو الترويج لمنتجات الآخرين مقابل نسبة من الأرباح.
- العمل على إنشاء التطبيقات أو الأدوات الرقمية؛ مثل تطبيقات الهواتف الذكية أو البرمجيات المفيدة.
- إنشاء دورات تدريبية عبر منصات التعليم: تقديم المعرفة أو الخبرات في مجالات متنوعة مقابل دخل مستمر.
ويختتم الدكتور الإدريسي حديثه بالإشارة إلى أن تبني استراتيجيات الدخل السلبي أصبح أكثر سهولة اليوم بفضل انتشار الإنترنت ومنصات العمل الرقمية، داعيًا الشباب إلى استثمار وقتهم ومواردهم لبناء مصادر دخل تضمن لهم الاستقرار المالي على المدى البعيد.
دروس عبر الإنترنت
ومن بين خمسة مشاريع جانبية يمكنك العمل بها من أي مكان في العالم، حددها المستثمر ومؤلف كتاب (الأب الغني والأب الفقير) روبرت كيوساكي، على GOBankingRates، ما يتعلق بتقديم خدمات التدريس عبر الإنترنت، ويقول في هذا السياق:
- حتى بدون خلفية في التعليم، يمكنك كسب المال في أي مكان من خلال تعليم الطلاب عبر مؤتمرات الفيديو أو المكالمات الصوتية أو الدردشة عبر الإنترنت.
- هذا خيار مرن للغاية حيث يمكنك اتباع المسار المستقل وتسويق نفسك أو الاشتراك في منصة تعليمية تساعد الطلاب المحتملين في العثور عليك بشكل مباشر.
- بالإضافة إلى ذلك، يمكنك تقديم المساعدة في مجموعة متنوعة من الموضوعات، مثل الأعمال واللغات وعلوم الكمبيوتر والرياضيات والهوايات.
- تختلف متطلبات العمل كمدرس عبر الإنترنت. فقد تطلب منصات التدريس درجة علمية أو خبرة، وقد يكون لديك سيطرة أقل على أجرك بالساعة.
- يمكنك الحصول على مزيد من الحرية كمدرس مستقل حيث يمكنك تحديد أجرك والاستفادة من خبرتك ومهاراتك في الموضوع.
استخدام يوتيوب
تقرير لشبكة “سي إن بي سي” الأميركية، اطلع موقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية” عليه، استعرض تجربة إيمي لاندينو، وهي مدربة علامة تجارية شخصية ومبتكرة قناة على “يوتيوب” حائزة على جوائز، ومدربة الدخل السلبي.
التقرير يتحدث عن رحلة لاندينو التي تبلغ من العمر 39 عامًا، تمكنت من تحقيق دخل شهري قدره 18 ألف دولار من مصادر دخل سلبية، دون أن تحمل شهادة جامعية. بدأت كمسوّقة على وسائل التواصل الاجتماعي عام 2009، وأصبحت الآن مؤلفة ومتحدثة عالمية، وصانعة محتوى متميزة، تعمل فقط أربع ساعات يومياً.
من بين أبرز النصائح التي تقدمها ضرورة “كسر قيود الكمال والمخاوف”، معتبرة أن الكمالية ليست سوى نوع من التسويف، وأن الانتظار للوقت المثالي أو لفكرة مثالية هو نتيجة الخوف من البدء، موضحة أن النجاح يأتي من المحاولة وتقبل الفشل والتعلم من الأخطاء.
واستعرضت أمثلة على تجاوز العقبات، من بينها أن إحدى عملائها بدأت قناتها على يوتيوب بفيديو بسيط وغير مثالي، لكن قادها لاحقًا لجمهور كبير.
من بين الأمثلة أيضاً أن أول فيديو لها شخصيًا كان سيئًا من حيث الجودة، لكنه كان نقطة انطلاق لمسيرتها.
واستعرضت في الوقت نفسه استراتيجيات رئيسية للبدء، من بينها:
- تحديد أهداف تعليمية بدلًا من أهداف الأداء، مما يجعل الفشل فرصة للتعلم.
- استخدام قاعدة الـ24 ساعة لإنجاز المشروع ونشره خلال يوم واحد لتجنب المماطلة.
- البدء عند الوصول إلى 80 بالمئة من الكمال، مع تحسين المنتج أو الخدمة بناءً على ردود الفعل.
- تحويل العثرات إلى مزايا، من خلال مشاركة قصص الفشل مع الجمهور، بما يعزز المصداقية وتبني علاقات قوية. ذلك أن كل محاولة غير مثالية تساهم في تحسين الأداء وزيادة الخبرة.
أبرز الاستراتيجيات
وإلى ذلك، يشير مدير مركز رؤية للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بلال شعيب، في تصريحات لموقع “اقتصاد سكاي نيوز عربية”، إلى أن الدخل السلبي هو دخل يحصل عليه الفرد دون الحاجة إلى العمل المستمر أو بذل جهد يومي مباشر. بمعنى أن الدخل يستمر بالتدفق.
ويوضح أن أحد أبرز الأمثلة على الدخل السلبي هو الاستثمار في العقارات على سبيل المثال، حيث يمكن تأجير العقار للحصول على دخل شهري مستمر من الإيجار.
كذلك، الاستثمار في الأسهم والسندات وصناديق الاستثمار يُعدّ من الطرق الفعّالة للحصول على دخل سلبي عبر الأرباح التي تتولد من هذه الاستثمارات دون الحاجة إلى عمل يومي.
ويضيف: الأوعية الادخارية تقدم دخلاً سلبياً من خلال العائد الشهري على المدخرات. وحتى المهارات الشخصية يمكن استثمارها لتحقيق دخل سلبي، كإنشاء محتوى رقمي مثل الدورات التدريبية عبر الإنترنت أو تأليف الكتب.
هذه الأنشطة توفر دخلاً مستمراً من حقوق الملكية الفكرية، التي يمكن أن تستمر حتى بعد وفاة الشخص، مما يتيح للأهل الاستفادة من هذا الدخل السلبي.
ومن الجدير بالذكر أن التطبيقات الحديثة مثل تلك المستخدمة في الاستثمار تقدم فرصاً إضافية لتحقيق دخل سلبي طويل الأمد. في النهاية، هناك العديد من الطرق التي يمكن للأفراد من خلالها تحقيق دخل سلبي يسهم في تحسين استقرارهم المالي وتحقيق طموحاتهم.