انهالت الانتقادات على الرئيس عبد الفتاح السيسي عقب صورة ظهر فيها وهو يمشي في قصره الباذخ الجديد، وخلفه تظهر آيتان من القرآن محفورتان على السقف بماء الذهب. وهما “أَلَيْسَ لي مُلْكُ مِصْرَ وهذه الأنهارُ تجرِي من تَحْتي” وآية “وأوْحَيْنا إلى مُوسَى وأخيه أن تَبَوَّءا لقوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيوتًا”
آيتان على سقف قصرٍ تشعلان مواقع التواصل وتثيران جدلا واسعا.
استضافت القاهرة الخميس “قمة الدول الثماني النامية” التي رعتها القاهرة بحضور عدد من الزعماء والقادة من إيران وإندونيسيا ونيجيريا وباكستان وبنغلاديش وتركيا وماليزيا. وقد شد مقر انعقاد الحدث أنظار الجمهور. إذ سرعان ما لفتت فخامة قصر السيسي الجديد انتباه رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتداول الناشطون عدة صور متفاعلين مع ما رأوه.
وقد كشفت هذه المناسبة الرسمية لأول مرة عن حلّة القصر الجديد الذي تزيد مساحته عن مليونين ونصف مليون متر مربع، مكلّفا الخزينة المصرية مليارات الجنيهات.
وفي حين فرح البعض برقي المبنى وفخامته متفاخرين بمساحاته الخضراء الشاسعة، وبلاطه الملكي الفاخر، وجدرانه المذهبة، وأثاثه المزخرف، سخر آخرون من صورة ظهر فيها السيسي وهو يمشي “كملك” نحو القمة، ومن خلفه تظهر آية كريمة على سقف القاعة “أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ”.
واللافت، وهو ما أثار الجدل وتسبب بانتقادات لاذعة للسيسي، هو أصل أن الآية هو كالتالي: “وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ”، لكن جرى حذف الفاعل.
وقد فُهم هذا الحذف بأنه تحريف للسياق الذي سرد فيه القرآن قصة فرعون وغروره الذي وصل به إلى حد أنه يتحدّى الله، وقال آخرون، إن “غرور السيسي، كغرور فرعون، سيدفعه لملاقاة ذات المصير”.
من جانب آخر، استغرب بعض الرواد الضجة التي أحدثتها الصورة، مشيدين بذوق المهندس الرفيع أو أي من اختار الآية حيث قالوا إن الرئيس المصري هو من طلب كتابتها.
كما هاجم أحدهم الإيحاءات التي حملتها تغريدة الشيخ محمد الصغير الذي فجر النقاش. بل ذهب المعلّق أبعد من ذلك حين قارن بين غزة المحاصرة منذ قرابة عقدين، قبل طوفان الأقصى وبعده، منتقدا حركة حماس التي جلبت حسب رأيه الخراب والدمار للقطاع.
في المقابل، رأى آخرون أن الآية المكتوبة في الجهة المقابلة من السقف والتي تقول “وأوْحَيْنا إلى مُوسَى وأخيه أن تَبَوَّءا لقوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيوتًا” هي من تستحق الوقوف عندها. فتساءل البعض عن سبب اختيارها وإلى ما ترمز.
لكن الانتقادات بشأن البذخ، وجدت من يردّ عليها.. حيث كشف رئيس العاصمة الإدارية الجديدة أن القصر لم يثقل كاهل الدولة.
وأضاف اللواء أحمد زكي عابدين أن القصر لم يكلّف “موازنة الدولة مليما واحدا” وأن “جميع المباني الحكومية والرئاسية والخدمية يتم تمويلها من عائد بيع الأراضي للمستثمرين والشركات العالمية العملاقة” حسب بيانه.