وسط أجواء روحية، أحيا مسيحيو سوريا في باب توما أول قداس عشية عيد الميلاد، بعد توتر واحتجاجات عمت شوارع دمشق بسبب إحراق بعض المسلحين لشجرة عيد الميلاد في السقيلبية بريف حماة.
وجرى القداس الذي غصّ بالمصلين تحت حراسة عناصر متسلحة تابعة للحكام الجدد في سوريا حيث انتشرت سيارات من نوع “بيك أب” حول الكنيسة، خوفًا من تعرض المسيحيين لأي إساءة أو اعتداء.
القداس، الذي امتلأ بالمؤمنين من كبار وصغار، وضجّ بتراتيلهم وهم يضيئون الشموع احتفاءً بولادة “المخلّص”، عكّره الخوف مما هو آت، إذ تخشى الأقليات الدينية في سوريا من تعرضها للعنف أو الاضطهاد رغم الوعود المطمئنة لزعيم الهيئة أحمد الشرع المكنّى سابقا أبو محمد الجولاني باحتضان جميع السوريين تحت عباءة الوطن.
وقبيل ليلة الميلاد، شهدت الشوارع السورية حركات احتجاجية، لا سيما في باب توما، والدويلعة، والقصاع، وصحنايا، حيث ردد المتظاهرون شعارات دينية مثل: “نحن جنودك يا يسوع”، و”بالدم والروح نفدي يسوع”، و”الشعب السوري واحد”، وطالبوا بحماية مقدساتهم عقب حادثة إحراق الشجرة في السقيلبية.
من جهتها، حاولت هيئة تحرير الشام طمأنة المسيحيين بالقول إن الذين أحرقوا الشجرة أجانب. وظهر مسؤول من الهيئة متضامنًا مع رجال الدين المسيحيين في فيديو، وهو يعد بتوفير الحماية وإعادة إنارة الشجرة صباحًا.
ولا تزال الهيئة تواجه تحديات في الوفاء بوعودها بتحقيق بيئة سورية جامعة، خاصة أمام المجتمعات الغربية التي ترهن رفع العقوبات عنها بأدائها في حماية باقي الطوائف بشكل أساسي.