نشرت في
اعلان
في 23 آب/أغسطس 1966، التقط المسبار الأميركي “لونار أوربيتر 1” صورة غير متوقعة للأرض من مدار القمر، لتصبح واحدة من أشهر الصور في تاريخ الفضاء. كان الهدف الأساسي للمركبة التي أُطلقت قبل ذلك بأسابيع في 10 آب/أغسطس، هو تصوير تضاريس القمر لاختيار أماكن آمنة للهبوط في مهمات “أبولو” و”سيرفيور”.
لكن الفريق المشغّل قرر بشكل مفاجئ توجيه الكاميرا نحو الأرض، لتظهر كوكبنا من مسافة تقارب 380 ألف كيلومتر، بنصفه المضيء الممتد من إسطنبول إلى كيب تاون، بينما غطى الليل جهته الشرقية.
التكنولوجيا وراء الصورة
لم يكن المسبار يحمل كاميرا عادية، بل جهازًا متطورًا صممته شركة “إيستمان كوداك”، يزن 68 كيلوغرامًا ويملك القدرة على تحميض الفيلم في الفضاء ومسح الصور إلكترونيًا لإرسالها إلى الأرض. هذه التقنية كانت في الأصل من تطوير مكتب الاستطلاع الوطني الأميركي واُستخدمت في أقمار تجسس سرية، قبل أن تُكشف حقيقتها بعد سنوات طويلة.
وعلى الرغم من أن جودة النسخة الأولى للصورة لم تكن مثالية، فإن مشروعًا لاحقًا لاستعادة بيانات بعثات “لونار أوربيتر” نجح في إعادة معالجتها بوضوح أفضل، لتكشف تفاصيل لم تكن مرئية طوال أربعة عقود.
مهمة قصيرة وأثر طويل
استمرت مهمة “لونار أوربيتر 1” أقل من ثلاثة أشهر فقط، إذ أنهت عملها في 29 تشرين الأول/أكتوبر 1966 بالاصطدام عمدًا بسطح القمر لتفادي أي إعاقة مستقبلية. خلال هذه الفترة القصيرة، التقط المسبار 205 صور للقمر والأرض، وحقق كل أهدافه التقنية والعلمية.
الصورة التاريخية التي وصلت إلى الأرض مرّت عبر “مجمّع الاتصالات الفضائية السحيقة” في بلدة روبليدو دي تشافيلا قرب مدريد. هذا المركز، الذي افتُتح عام 1964، شكّل منذ البداية جزءًا من شبكة “الفضاء السحيق” التابعة لناسا إلى جانب محطتي غولدستون (كاليفورنيا) وكانبيرا (أستراليا).
بدأ المجمع عمله بهوائي بطول 26 مترًا مع مهمة “مارينر 4” التي أرسلت أول صور للمريخ عام 1965، ثم أصبح محطة رئيسية للعديد من المشاريع الفضائية. واليوم يضم ستة هوائيات، بينها واحد بطول 70 مترًا، ما يجعله ركيزة أساسية في ربط الأرض ببعثات استكشاف الكواكب.