منذ اللحظة الأولى، لا يقدّم “The Smashing Machine” نفسه كفيلم رياضي تقليدي، بل كرحلة نفسية في أعماق مقاتل مهزوم اسمه مارك كير، بشّر بولادة جديدة لدواين جونسون، بعيدًا عن صورة “الصخرة” التي لازمته لعقود.
في هذا العمل، يخلع جونسون درع البطولة المطلقة، ويتقمص شخصية رجل محطم، مدمن، يعيش على حافة الانهيار.
الأداء هنا لا يقوم على القوة الجسدية بل على الانكسار، ولا يعتمد على الكاريزما بل على الصدق. للمرة الأولى، نرى جونسون يتجرد من وهجه، ويقف أمام الكاميرا كإنسان بكل تناقضاته.
إخراج بيني سافدي جاء مشحونًا بالتوتر والحميمية، فضّل أن يقترب من كير في لحظاته الهشة بدل أن يغرق في مشاهد القتال النمطي.
ومع أن مشاهد الـ MMA تكررت دون ابتكار كبير، فإن قوة الفيلم كانت في الحوارات، في النظرات، في المساحات الصامتة التي قالت أكثر مما قيل.
السيناريو لم يُبالغ في تمجيد البطل، بل أظهر تعقيدات الإدمان والعلاقات المتصدعة، وبرزت هنا إيميلي بلانت في دور حبيبة كير، حيث قدمت أداءً حساسًا ومتقنًا، كان بمثابة المرآة التي فضحت هشاشة البطل وساهمت في رفع أداء جونسون.
رغم بعض الثغرات في تناول الإدمان، ورغم الإيقاع المتأني، فإن “The Smashing Machine” فيلم حقيقي، إنساني، ويُمثّل نقطة تحوّل نادرة في مسيرة جونسون، قد تفتح له بابًا نحو السينما الجادة… إذا قرر عبوره.