تصاعد الجدل بين الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مؤسس شركة “سبيس إكس”، والقائم بأعمال مدير وكالة الفضاء الأميركية ناسا، شون دافي، بعد تبادل علني للانتقادات، في خلاف يعكس احتدام المنافسة داخل سباق العودة إلى القمر.
بدأت الأزمة بعدما أعلن دافي أن ناسا تدرس فتح الباب أمام شركات جديدة للمنافسة على عقد الهبوط على سطح القمر، بعدما تأخرت “سبيس إكس” في تنفيذ الجدول الزمني لمركبتها الفضائية “ستارشيب”، ضمن برنامج “أرتميس” المخصص لإعادة البشر إلى القمر.
وردّ ماسك على تصريحات دافي بسخرية لاذعة، وكتب عبر حسابه: “لا يمكن للشخص المسؤول عن برنامج الفضاء الأمريكي أن يكون معدل ذكائه من رقمين فقط.”
وكان دافي قد صرّح في مقابلة مع قناة فوكس نيوز بأن تأخر “سبيس إكس” في تطوير “ستارشيب” دفع الوكالة إلى التفكير بخيارات بديلة، مؤكدًا أن “التنوع في الشراكات هو ما يضمن التفوق الأمريكي في مواجهة الطموح الفضائي الصيني”.
وفي الوقت نفسه، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر قولها إن دافي ألمح إلى رغبته في ضم وكالة “ناسا” إداريًا إلى وزارة النقل التي يترأسها هو نفسه ما أثار استغراب ماسك ومتابعيه، من جانبها، أوضحت متحدثة باسم “ناسا” أن تصريحات دافي “أُسيء فهمها”، مؤكدة أن هدفه الأساسي هو تسريع برنامج القمر وضمان بقاء الولايات المتحدة في الصدارة، مشددة على أن فكرة الدمج الإداري “ليست مطروحة رسميًا”.
وفي أحدث تفاعل على المنصة، كتب دافي تعليقًا بدا أنه موجه إلى ماسك مباشرة: “أحب الشغف. لقد بدأ السباق إلى القمر. الشركات العظيمة لا تخشى التحدي.” الخلاف بين الطرفين يعكس توترًا متزايدًا بين القطاع العام والخاص في مجال الفضاء الأمريكي، إذ تعتمد “ناسا” على “سبيس إكس” في تنفيذ مهام استراتيجية كبرى، لكنها في الوقت ذاته تخشى احتكارها للمشاريع الحيوية. وبينما يتصاعد هذا الجدل، يبدو أن سباق القمر تحوّل من منافسة علمية إلى معركة على النفوذ والهيمنة في الفضاء.