ويتضمن مشروع القرار الأميركي، قوة دولية مؤقتة في غزة، ومجلس سلام لعامين، لكن الخلافات تعرقل التصويت المرتقب، والتحذيرات الأميركية واضحة: رفض القرار يعني استمرار حماس في الحكم.
وكشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن خطة لتقسيم القطاع بين مناطق خضراء تحت سيطرة إسرائيل لإعادة الإعمار، وحمراء تحت سيطرة حماس على أنقاض الحرب.
وفي ظل هذه التطورات تبرز مجموعة من الأسئلة: هل يمكن لإسرائيل استئناف القتال رغم الضغوط الأميركية، وهل ستلتزم تل أبيب بخطة سلام طويلة الأمد أم أن الهدف هو إدارة الصراع وليس حله، وكيف تبرر إسرائيل الحديث عن تقسيم القطاع إلى مناطق خضراء وحمراء؟
وقال المحاضر في أكاديمية الجليل الغربي، الدكتور موشيه إلعاد في حديث لبرنامج “غرفة الأخبار” على “سكاي نيوز عربية”، ردا على سؤال يتعلق بتلويح إسرائيل بالتصعيد العسكري في حال فشل المبادرة الأميركية، واعتبار ذلك بمثابة “نسف” للمشروع الأميركي: “منذ البداية، لم تكن حماس مستعدة لنزع سلاحها ولمغادرة قطاع غزة وتبديل السلطة بأخرى”.
وأضاف إلعاد قائلا إن “الخطة الأميركية عبّرت عن طموحات أكثر من حقائق على الأرض. جميعنا سمع المسؤولين في حماس من البداية وهم يتكلمون عن الصمود والبقاء وعدم السماح لأي سلطة بديلة لها في غزة”.
وتابع قائلا: “خيار إسرائيل أولا هو إعطاء الفرصة للتحالف برئاسة الولايات المتحدة للعمل على تنفيذ خطة الرئيس دونالد ترامب، ولكن في حال قال الرئيس الأميركي لإسرائيل إننا عملنا ما استطعنا عليه ولم ننجح، فوقتها سيكون ذلك بمثابة منحنا الضوء الأخضر للعمليات”.
وأشار إلعاد إلى أن ملف غزة شهد “تدويلا كاملا”، مضيفا: “أميركا تلعب دورا مهما في الملف إلى جانب دول عربية وغيرها من البلدان، وهم يريدون المساعدة للوصول إلى غزة خالية من حماس وسلاحها. فالحل هنا إما أن يقوموا هم بهذه المهمة، أو إسرائيل تقوم بذلك”.
وعن اعتبار مراقبين أن الهدف الحقيقي لإسرائيل في هذه المرحلة هو إدارة هذا الصراع وليس حله بالكامل، قال إلعاد: “نريد في إسرائيل أن يرجع كل الجنود لأهاليهم، بالإضافة إلى ترميم الاقتصاد الإسرائيلي، وكل ما يقال عن عدم رغبتنا في إنهاء الصراع غير صحيح”.
واسترسل إلعاد موضحا: “المشكلة ستكون إذا جاءت أميركا وقالت إنها لم تستطع حل الأزمة، فوقتها لن يكون أمام إسرائيل أي خيار آخر، لأننا نرفض تكرار أحداث السابع من أكتوبر، وسنكون مجبورين على نزع سلاح حماس وتصفيتها”.
وفيما يجد مجلس الأمن نفسه أمام مشروعي قرار حول غزة، أحدهما أميركي والآخر روسي، يبرز السؤال حول تعويل إسرائيل على حق النقض، والذي يعني فراغا سياسيا يعيد القتال إلى القطاع.
وحول هذه النقطة قال إلعاد: “إسرائيل تعتمد كالمعتاد على الولايات المتحدة، ولكن أؤكد أنه ليس لتل أبيب نوايا لإعادة الانتشار في غزة مثل ما كان قبل عام. ليس لإسرائيل أي نوايا لسيطرة جديدة. إسرائيل تريد الانسحاب مع تقسيم جديد في الحدود يشمل حزاما أمنيا كي نضمن عدم تكرار أحداث السابع من أكتوبر”.

