بقلم: يورونيوز
نشرت في
يستعد ممداني، البالغ 34 عامًا، لكل السيناريوهات المحتملة في لقائه الأول مع الرئيس الأمريكي المعروف بعدم تردده في توجيه التوبيخ لضيوفه أمام الصحافة داخل المكتب البيضاوي.
وسبق للمتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أن اعتبرت قبل الاجتماع أن “زيارة شيوعي إلى البيت الأبيض تقول الكثير” عن خيارات الديمقراطيين، مضيفة أن ترامب “مستعد للقاء الجميع والتحدث معهم”.
وسبق أن تحدّث ترامب عن اللقاء المرتقب عبر منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن الاجتماع سيتم بناءً على طلب ممداني، مضيفًا: “المزيد من التفاصيل لاحقًا!”.
حملة انتخابية مشتعلة
قبل التصويت، أعلن ترامب دعمه لمنافس ممداني الرئيسي أندرو كومو، الحاكم الديمقراطي السابق لولاية نيويورك، ولم يدّخر جهدًا في مهاجمة المرشح الشاب، حتى إنه دعا الناخبين إلى انتخاب “أي شخص عداه”.
ولم يتردد الرئيس أيضًا في التهديد بحجب مليارات الدولارات من التمويل الفيدرالي عن المدينة في حال فوز منافسه.
في المقابل، بنى ممداني حملته الانتخابية على ملف تكلفة المعيشة في نيويورك، متهمًا الرئيس بإعطاء الأولوية للأمريكيين الأكثر ثراء، وخاض حملته ببرنامج يَعِد بتحسين القدرة الشرائية ووقف تدهور الظروف اليومية للسكان.
وخلال حملته، لم يتردد ممداني في مهاجمة الإدارة الأمريكية وسياساتها تجاه المهاجرين، متحديًا الرئيس نفسه، بينما واصل الطرفان تبادل الاتهامات طوال الأسابيع السابقة للانتخابات.
وقد قلبت نتائج الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر المعادلة، إذ فاز ممداني بأكثر من 50% من الأصوات. وأكد المسؤول الديمقراطي أنه سيبلغ الرئيس بعزمه التعاون معه في أي مبادرة تخدم سكان المدينة، مع تأكيده أنه سيعارض علنًا أي برنامج يلحق الضرر بهم.
أجواء محمّلة بالألغام
يبقى الاجتماع المرتقب محاطًا بمخاطر سياسية واضحة، إذ تُقارَن أجواؤه بالضغوط التي واجهها سابقًا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مع ترجيحات بأن يسعى ترامب إلى إحراج ضيفه أمام الإعلام.
ممداني، الذي سيتسلم منصبه رسميًا في الأول من كانون الثاني/يناير، قلّل من أهمية اللقاء ووصفه بأنه “اجتماع روتيني” بين رئيس بلدية المدينة والرئيس، الذي كان قد أرسل الحرس الوطني إلى عدد من المدن التي يديرها ديمقراطيون بذريعة فرض الأمن ومكافحة الجريمة.
ومع ذلك، بدا أن نبرة التهدئة تسللت إلى خطابات الطرفين خلال الأيام الماضية، إذ أكد ترامب مؤخرًا أنه يريد “أن يسير كل شيء على ما يرام في نيويورك”. وسيشكل اللقاء المرتقب محطة أساسية في سبيل تحديد ملامح العلاقة بين الرجلين خلال المرحلة المقبلة، وما إذا كانت التهدئة الحالية ستصمد أمام الاختلافات العميقة في الرؤى والسياسات.

