انتشر في الأشهر الأخيرة علاج تجميلي غير مألوف يُعرف باسم حقن السلمون، ليصبح حديث المشاهير ورواد عيادات التجميل حول العالم، بعدما رُوِّج له باعتباره تقنية قادرة على إنعاش البشرة واستعادة شبابها عبر مواد مستخلصة من الحمض النووي لخلايا السلمون، ويقوم العلاج، الذي يُسوّق له تحت اسم Somon DNA، على استخلاص بولينيوكليوتيدات من خلايا السلمون التناسلية، ثم تحويلها إلى محلول يُحقن تحت الجلد بهدف تنشيط إنتاج الكولاجين والإيلاستين وتحسين مظهر التجاعيد والندبات.
وتصف بعض العيادات هذه التقنية بأنها غذاء عميق للبشرة بفضل التشابه بين جزيئات السلمون والـDNA البشري، ورغم الجدل العلمي، اكتسبت التقنية زخماً كبيراً بعد تداول تقارير عن استخدامها من قِبَل نجوم عالميين، بينهم كيم وكلوي كارداشيان، فيما قالت الفنانة شارلي XCX إنها استبدلت الفيلر بهذه الحقن، وظهرت جينيفر أنيستون ساخرة ممازحة:”أليست لديّ بشرة سلمون مثالية؟”، وتوصي المراكز التجميلية عادةً بثلاث جلسات متتابعة، بينما تتراوح تكلفة الجلسة الواحدة بين 200 و500 جنيه إسترليني، على أن تُعاد كل عدة أشهر للحفاظ على النتيجة وهو ما أثار انتقادات واسعة بسبب التكلفة المرتفعة مقارنة بعدم وجود أدلة علمية قاطعة.
الجدل الطبي يزداد مع تحذيرات أطباء الجلدية الذين يشددون على أن حقن أجزاء من DNA السلمون تحت الجلد لم يخضع بعد لدراسات طويلة المدى تثبت فعاليته وسلامته. ويحذّر الطبيب جون باجليارو من اندفاع تجميلي مبالغ فيه، مشيراً إلى ضرورة إجراء أبحاث أوسع قبل اعتماد العلاج كإجراء طبي آمن، وتتباين النتائج بشكل كبير بين الأشخاص، فبحسب خبيرة التجميل هيلينا دنك، نصف المرضى يلاحظون تحسناً ملحوظاً، بينما لا يرى النصف الآخر سوى نتائج طفيفة. وفي المقابل، ظهرت حالات سلبية سجّلت تورماً وتصبغات والتهابات، مثل تجربة الأميركية شارلوت بيكلي التي خضعت للجلسة قبل زفافها وانتهت بمضاعفات استمرت معها لأشهر، كذلك تشمل الآثار الجانبية المعروفة: الاحمرار، والكدمات، والالتهاب، وردود الفعل التحسسية خصوصاً في حال استخدام منتجات مجهولة المصدر أو الحقن بطريقة غير دقيقة، ورغم الضجة الكبيرة، يتفق معظم الخبراء على أن “حقن السلمون” ما تزال تقنية قيد التقييم العلمي، وأن شعبيتها الحالية تفوق ما هو مثبت علمياً حتى اللحظة، وسط دعوات إلى التريث وعدم الانجرار وراء الموضة دون استشارة طبية موثوقة.
