وحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من القلائل الذين بادروا بالاتصال بمادورو عقب إعلان نفسه رئيسا لولاية جديدة بعد انتخابات 2024، التي وصفتها واشنطن بأنها مزورة.
وأضافت أن “العلاقة بين الرجلين تبدو متينة، إذ سبق لمادورو أن حضر شخصيا تنصيب أردوغان عام 2023، كما كثفت حكومتاهما زيارات المسؤولين رفيعي المستوى وتوقيع الاتفاقيات الاستراتيجية، إلى جانب إقامة علاقات تجارية نشطة”.
هذه الروابط، بحسب محللين، قد تجعل من أنقرة خيارا مفضلا لمادورو إذا قرر مغادرة البلاد.
ويأتي ذلك في وقت يلوح به الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإزاحته “بالطريقة السهلة أو الصعبة”، في إشارة إلى الحشد العسكري الأميركي الكبير في البحر الكاريبي والتهديدات المتكررة باستخدام القوة.
ضمانات محتملة
مصادر مطلعة على مداولات الإدارة الأميركية تشير إلى أن تركيا قد توفر “الملاذ الأكثر أمانا” لمادورو، لا سيما أنه يثق بأردوغان، كما تربط الأخير علاقات جيدة بترامب.
وتضيف المصادر أن أي صفقة محتملة قد تشمل “ضمانات” بعدم تسليم مادورو إلى الولايات المتحدة، حيث يواجه سلسلة من التهم من بينها الاتجار بالمخدرات والفساد والإرهاب المرتبط بالمخدرات، علما أن هناك مكافأة أميركية قدرها 50 مليون دولار لمن يقبض عليه.
في المقابل، تنفي حكومة فنزويلا تماما بحث الرئيس عن منفى.
ففي خطاب حديث بكراكاس، دعا مادورو أنصاره إلى الدفاع عن البلاد “ضد أي عدوان إمبريالي”، مؤكدا أنه “سيبذل كل ما يستطيع” لمواجهة التهديدات.
ضغوط داخلية على البيت الأبيض
الخطاب الأميركي المتشدد تجاه فنزويلا يواجه بدوره انتقادات داخلية، خاصة بعد تصريحات لترامب اتهم فيها مادورو بأنه أفرغ السجون ومؤسسات الأمراض العقلية لإرسال “ملايين” المهاجرين إلى الولايات المتحدة، وأثارت هذه الادعاءات تساؤلات لدى ديمقراطيين وبعض الجمهوريين حول صحتها وأسسها القانونية.
وتظهر استطلاعات رأي أن غالبية الأميركيين لا يؤيدون تدخلا عسكريا في فنزويلا، بينما عبر بعض المقربين من ترامب عن خشيتهم من أن يؤدي التصعيد إلى تقويض تعهده الانتخابي بعدم خوض حروب جديدة.
تقول “واشنطن بوست” إنه رغم تدهور علاقات مادورو الدولية، لا يزال يحتفظ بدعم من دول مثل كوبا وروسيا وإيران.
وتضيف أن موسكو زودت الجيش الفنزويلي بالسلاح، بينما استقبلت البلاد مؤخرا طائرات شحن روسية محملة ببضائع غير معلنة، كما دانت إيران تهديدات واشنطن ووصفتها بأنها “انتهاك صارخ” لميثاق الأمم المتحدة.
لكن خبراء يستبعدون أن تصبح هذه الدول وجهات محتملة لمادورو إذا اختار المنفى، معتبرين أن تركيا توفر له ضمانات أكبر.

