أثار إعلان فرقة إسرائيلية تُدعى “بيركات إيلانور” نيتها تقديم سلسلة حفلات موسيقية مأخوذة من تراث أم كلثوم ردود فعل سلبية في مصر، بعدما كشفت صحيفة “هاآرتس” أن العروض تستند إلى إعادة أداء أغنيات كوكب الشرق دون الرجوع إلى أصحاب الحقوق أو الحصول على أي تراخيص رسمية، وبحسب التقرير، سارعت أسرة أم كلثوم ومؤسسات ثقافية مصرية وعدد من رموز صناعة الموسيقى إلى رفض الخطوة بشكل قاطع، معتبرين أنها اعتداء واضح على الملكية الفكرية وإعادة إنتاج غير مشروع لإرث فني يحظى بمكانة إستثنائية في الوجدان العربي، وأكدت العائلة أنها بصدد اتخاذ إجراءات قانونية سريعة داخل مصر وخارجها لمنع ما وصفته بالاستحواذ غير المشروع على التراث المصري، وأوضحت الصحيفة أن الفرقة الإسرائيلية تروّج لحفلاتها على أنها تحية لأم كلثوم، إلا أن هذه الخطوة تُثير في القاهرة حالة من الاستياء، باعتبارها اقتراباً غير متوافق مع المكانة الفنية الخاصة بإرث كوكب الشرق، الذي يُعد جزءًا أصيلًا من الهوية الموسيقية المصرية ومحميًا بالكامل بقوانين الملكية الفكرية.
وتقول مصادر ثقافية إن الغضب الشعبي يتصاعد بوتيرة متسارعة، إذ يرى المصريون أن أم كلثوم تمثل جزءاً من هويتهم الوطنية، وأن أي محاولة استخدام أعمالها دون إذن، تمسّ ذاكرة المجتمع وتراثه الجمعي، كما عبّر ناشطون عبر مواقع التواصل عن إستيائهم من الخطوة، مشددين على أن إرث “الهرم الرابع” غير قابل للمساس أو الإستخدام خارج سياقه العربي، وفي سياق متصل، ذكرت “هاآرتس” أن عروضاً غنائية سابقة داخل دور عبادة يهودية في القدس وتل أبيب تضمنت دمج مقاطع من افتتاحيات أم كلثوم ضمن التراتيل الدينية، في مشهد يمزج بين اللحن الشرقي والكلمات العبرية بطريقة لافتة، وأشار تقرير لموقع “Srugim” إلى أن بعض المنشدين اليهود يستحضرون “يا عين يا ليل” خلال أدائهم الروحي، ما يخلق لحظة موسيقية عابرة للحدود.
ومع ذلك، ينظر كثيرون في القاهرة إلى هذه الخطوة باعتبارها تصرفاً يثير الجدل حول طريقة التعامل مع الرموز الفنية العربية، لا سيما أن إرث أم كلثوم خاضع لحماية قانونية واضحة بموجب التشريعات المحلية والدولية.
