كتبت- دعاء سمير – وكالات: تصدّرت الجزائر قائمة الدول التي تحتجز أموال شركات الطيران حول العالم، مع تجميد نحو 307 ملايين دولار حتى نهاية شهر أكتوبر، من إجمالي 1.2 مليار دولار لا تزال محتجزة لدى الحكومات، وفق ما كشف عنه الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA).
أشار الاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى أن القيمة الإجمالية للأموال المحتجزة عالميًا شهدت تراجعًا طفيفًا بنحو 100 مليون دولار مقارنة بشهر أفريل الماضي، غير أن مستويات القيود لا تزال مرتفعة، خاصة في دول مثل الجزائر ولبنان وموزمبيق وإثيوبيا
ويضع هذا الرقم الجزائر في صدارة الدول المقيّدة لتحويل إيرادات شركات الطيران، متقدمة لأول مرة على دول عُرفت تاريخيًا بتشديدها على هذا الملف.
وأوضح الاتحاد، في بيان صحفي، أن هذا الوضع ناتج عن اشتراطات جديدة فرضتها وزارة التجارة الجزائرية، أُضيفت إلى متطلبات مستندية معقدة قائمة مسبقًا، ما أدى إلى تعطيل إعادة تحويل الإيرادات بالدولار لشركات الطيران الأجنبية العاملة في البلاد، في وقت تستحوذ فيه أفريقيا والشرق الأوسط مجتمعتين على 93% من إجمالي الأموال المحتجزة عالميًا.
وأشار الاتحاد الدولي للنقل الجوي إلى أن القيمة الإجمالية للأموال المحتجزة عالميًا شهدت تراجعًا طفيفًا بنحو 100 مليون دولار مقارنة بشهر أفريل الماضي، غير أن مستويات القيود لا تزال مرتفعة، خاصة في دول مثل الجزائر ولبنان وموزمبيق وإثيوبيا.
وبحسب بيانات الاتحاد، يأتي لبنان في المرتبة الثانية بمبلغ يناهز 138 مليون دولار، تليه موزمبيق بـ91 مليون دولار، ثم إثيوبيا بنحو 54 مليون دولار، في حين دعا الاتحاد الحكومات المعنية، وعلى رأسها الجزائر، إلى رفع جميع القيود المفروضة على إعادة المبالغ المحتجزة، وتمكين شركات الطيران من الوصول إلى إيراداتها بالدولار الناتجة عن مبيعات التذاكر والشحن والخدمات.
وأوضح الاتحاد أن قيود حجز الأموال تشمل إجراءات معقدة أو غير متسقة للموافقة على إعادة الإيرادات، وتأخيرات طويلة في منح التراخيص، إضافة إلى نقص توفر العملات الأجنبية أو قيود تفرضها الحكومات والمصارف المركزية.
وفي هذا السياق، قال ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي، إن “شركات الطيران تعتمد على الوصول السلس إلى إيراداتها بالدولار لضمان استمرار عملياتها وسداد التزاماتها والحفاظ على الربط الجوي الحيوي”، مؤكدًا أن تمكين تحويل الإيرادات يصب في مصلحة الاقتصادات الوطنية، بما فيها الاقتصاد الجزائري، لما للطيران من دور محوري في دعم النمو والربط العالمي.
ورغم هذه التحديات، يتوقع الاتحاد أن تحقق شركات الطيران العالمية أرباحًا إجمالية قدرها 41 مليار دولار خلال العام المقبل، مقارنة بـ39.5 مليار دولار متوقعة خلال عام 2025، في مؤشر على تعافي القطاع عالميًا، وسط دعوات متزايدة لمعالجة القيود المالية التي تعيق نشاطه في بعض الدول.

