أكد العلماء، من خلال مشروع “The Leonardo DNA”، وجود أحفاد معاصرين للفنان والمخترع الشهير ليوناردو دافنشي، وذلك باستخدام تحليل الحمض النووي.
المشروع الدولي، الذي انطلق في عام 2016، تمكن من تتبع شجرة عائلة دافنشي عبر 21 جيلًا، وحدد 15 من الأحفاد الذكور الذين ينحدرون من سلالة ليوناردو دافنشي عبر خط الأب.
أكدت الاختبارات الجينية أن هؤلاء الرجال يتشاركون في علامات رئيسية على الكروموسوم Y، ما يثبت استمرارية جينية في سلالة دافنشي لأكثر من 15 جيلًا، ويقارن الباحثون حاليًا الحمض النووي الحي بعينات من عظام تم استخراجها من مقبرة عائلة دافنشي في مدينة فينشي الإيطالية، إذ يُعتقد أن جد ليوناردو وأخوته غير الأشقاء مدفونون هناك، وفي حال تطابق العينات، فقد تُتاح للعلماء فرصة غير مسبوقة لدراسة بيولوجيا ليوناردو، بما في ذلك أسرار رؤيته، وإبداعه، وصحته، وحتى سبب وفاته.
وقد نُشرت نتائج المشروع مؤخرًا في كتاب بعنوان “جينيا دافنشي: علم الأنساب والوراثة من أجل حمض دافنشي النووي”، من تأليف أليساندرو فيتزوسي وأنيزي ساباتو من جمعية تراث ليوناردو دافنشي.
يسلط الكتاب الضوء أيضًا على تفاصيل جديدة حول عائلة دافنشي، بما في ذلك الهوية المرجحة لوالدته، كاترينا، التي يُعتقد أنها كانت امرأة مستعبدة في فلورنسا.
ومن بين الاكتشافات البارزة أيضًا، رسمة فحمية جديدة نُسبت إلى دافنشي، أطلق عليها اسم “تنين وحيد القرن”، ويُعتقد أنها من أعماله المبكرة.
وبدعم من مؤسسات كبرى منها جامعة روكفلر وجامعة فلورنسا، يأمل الفريق في التمكن مستقبلًا من استخراج الحمض النووي ليس فقط من المقابر العائلية، بل أيضًا من مخطوطات دافنشي، وأدواته، وأعماله الفنية.
وقد تمثل هذه التطورات قفزة نوعية في فهمنا لعبقرية هذا الفنان، من خلال دمج تاريخ الفن بعلم الأحياء الجزيئي لرسم صورة أوضح وأكثر شمولًا له.