أحدثت نيا داكوستا ضجة بإصدارها فيلم Hedda، المقتبس من مسرحية Hedda Gabler لهنريك إبسن، والذي أعادت صياغته بالكامل ليحصل على إطار زمني جديد في إنجلترا منتصف القرن العشرين، مع تغييرات جذرية في الشخصيات، أبرزها تحويل العاشق السابق لهيدا، إيليرت لوفبورغ، إلى شخصية نسائية باسم إيلين لوفبورغ.
وعلى الرغم من هذه التعديلات، فإن ما يميز الفيلم ليس التحديث أو الإضافة المثيرة، بل قدرة التمثيل وقوة الإخراج على نقل الصراع الداخلي للشخصيات بشكل ملموس.
تتألق تيسا طومسون في دور هيدا، مقدمة أداءً متقنًا يجمع بين المكائد والشجاعة الداخلية، بينما تضيف نينا هوس وإيموجين بوتس عمقًا لشخصيات إيلين وثيا، ليصبح التفاعل بينهن محركًا رئيسيًا للأحداث.
الإخراج نفسه يبرز بشكل واضح، إذ تميل داكوستا إلى الأسلوب الميلودرامي، مدعومًا بموسيقى هيلدور غودنادوتير التي تعزز التوتر، في حين يبرز التصوير السينمائي الذي أنجزه شون بوبت بجمالية واسعة ونبرة بصرية متقنة تعكس كل لحظة توتر أو مكيدة.
السيناريو، رغم اعتماد القصة على مسرحية إبسن الأصلية، أعاد ترتيب الأحداث لتدور كلها تقريبًا في ليلة واحدة، مع الاستعانة بالفلاشباك لتقديم الخلفيات، ما يضفي سرعة على الحبكة لكنه يبرز ميل المخرجة للعرض المبالغ فيه أحيانًا.
حتى مع بعض القيود الناتجة عن إعادة صياغة الشخصيات وتقليص أدوار بعض الرجال، يظل Hedda فيلمًا يستحق المشاهدة بفضل التمثيل القوي، التزام الممثلات، الإنتاج المتقن، والتصوير الذي يخلق أجواءً كثيفة، ليصبح تجربة سينمائية ذات بصمة فنية واضحة رغم التحديات التي فرضتها التعديلات الجذرية على نص إبسن الكلاسيكي.
